يحسب للإعلام السعودي وقفته الدائمة مع الأندية التي تمثل الوطن في كل اتجاه, ويندر أن نجد صوتا إعلاميا يغرد خارج السرب.

يحسب للإعلام السعودي وقفته الدائمة مع الأندية التي تمثل الوطن في كل اتجاه, ويندر أن نجد صوتا إعلاميا يغرد خارج السرب, بل إنه من سابع المستحيلات أن نقرأ أو نسمع علنا من يتمنى الفوز على أندية الوطن, فعندما ظهرت أصوات جماهيرية في لقاء محلي في الجولة السابعة من دوري زين وهي تهتف للغرافة بعد أن سجل هدفه الرابع في الهلال, كان الأمر يقاس على أنه صوت جماهيري نشاز لا يرتقي إلى المكانة الرياضية الحصيفة ويتناسب مع معاني الولاء الوطني.
وقد لا تلام تلك الجماهير في تعصبها المقيت ضد الهلال، لكن (يشره) عليها أن تقدم تلك التحايا في مباراة تنقلها قناة الجزيرة التي تبث من أرض الدوحة التي شهدت لقاء الهلال التاريخي في دورربع النهائي الآسيوي, وهي بلا شك مجرمة(بتشديد الراء) فيما ذهبت إليه تلك الأصوات النشاز التي كان يفترض أن تطوق وتكمم أفواهها بتكريس مفهوم الوطنية.
ولاشك أن ظهور تلك الأبواق الناشزة, يبرهن على اعتلال في سلوكية أولئك المشجعين, ويؤكد حاجتهم الماسة إلى معالجات وجدانية, هذا إذا لم يصل إلى تحويل بعضهم إلى المصحات النفسية علهم يعودوا إلى رشدهم السديد.
إلا أن الطامة الكبرى أن تصور لنا مواجهة الهلال أمام ذوب هان أصفهان الإيراني في إياب دوري أبطال آسيا 2010, بصورتين، الأولى سجلت معها كل جمل وتعابير وتصوير الحزن والأسى على العقلية الإعلامية التي يحملها البعض بنذره بذبح أربعة من الحواشي (صغار الإبل) إذا ما فاز ذوب هان على الهلال وهو ما تحقق.
والصورة الثانية جاءت من خارج حدود الوطن يتعهد بإراقة الدماء لوجه الله حين يتأهل الهلال لنهائي بطولة أندية آسيا.
إن المشهد الجماهيري الأول لم يأت من بعيد فقد جاء نتيجة لتأججه بنيران التعصب,وتعبئتة منذ عقود زمنية, وغسله بالتظلم وأكل حقوقه المعنوية وتجاهل طاقته الإدارية والفنية في تشكيل اللجان العاملة الأخيرة بالاتحاد السعودي لكرة القدم.
لم يعد أمامنا إلا أن نسأل الله الهداية والثبات لتلك الأصوات,التي قد ترمي إلى أن تتاجر باسمها على حساب المصلحة الوطنية,وتحاول أن تعيد توهجها بعد انحسار البطولات عن ناديها وعجزه منذ أكثر من عقد من الوصول إلى منتصف نقطة بطولات الزعيم.