أبها: محمد آل عطيف

أكد عضو هيئة التدريس في كلية الطب جامعة الملك خالد، استشاري السكر والأمراض المزمنة، عضو الجمعية الأميركية للسكر، الدكتور حسن الموسى، أن دراسة عالمية في مرحلة مبكرة أظهرت أن مَصْلا تجريبيا ربما يكون قادرا على ترويض أجزاء من الجهاز المناعي تتصرف بفوضوية في المصابين بمرض السكري من النوع الأول، ما يبعث الأمل في إيجاد أسلوب لتأخير أو منع المرض.
وأضاف الدكتور الموسى لـالوطن أن الأعوام المقبلة ستشهد ظهور علاجات جديدة تخفف وطأة هذا المرض، مثل المضخة الدوائية، والخلايا الجذعية، والأنسولين، وبعضها ثبت جدواه، والبعض الآخر في طور الدراسات التكميلية.
وقال إن ديجلوديك الجيل الثاني من الأنسولين، وهو الأحدث يعطي مفعولا يمتد إلى 42 ساعة، بعد أن كان أقصى مدى للأنواع السابقة 24 ساعة، والمفعول الممتد ذو مميزات عدة، منها ضبط مستويات السكر الصائم للمرضى المصابين بمرض السكر من النوعين الأول والثاني على السواء، وضمان ضبط السكر أثناء النوم وفي فترات ما قبل الوجبات، وبالتالي إعطاء نتائج أفضل لقراءات مستوى السكر الصائم.
وحول الجديد في علاج هذا الداء، قال الدكتور الموسى: أجريت في جامعة هارفارد الأميركية دراسة كشف العلماء فيها عن وجود أمل في علاج للمرض، وذلك بعدما استطاعوا تحويل الخلايا الجذعية الإنسانية إلى خلايا منتجة للأنسولين خلايا بيتا، إذ يعاني مصابو مرض السكري من ضمور خلايا بيتا الموجودة في البنكرياس، بالتالي يتوقف إنتاج الأنسولين، فتختل آلية ضبط مستوى السكر في الدم.
وأشار الدكتور الموسى إلى أن علاج ليراجلوتيد لمرض السكر من النوع الثاني يمكنه التحكم في مستويات السكر بالدم وضبطه مدة 24 ساعة بفضل التكنولوجيا الهندسية الجينية المستخدمة في تصنيعه، كما يجنب نوبات الدوخة والإغماء، إضافة إلى قدرته على إبطاء حركة المعدة، وزيادة الإحساس بالشبع، ما يترتب عليه خفض الوزن، خاصة في الدهون الضارة الموجودة في البطن ولها ارتباط وثيق بمضاعفات المرض، وهو ما يمثل طفرة كبيرة بالنسبة لمرضى السكر من النوع الثاني.
وأوضح استشاري السكر والأمراض المزمنة أن بخاخ الأنسولين افريزا عبارة عن منتج دوائي جديد يتكون من أنابيب صغيرة تستخدم كل منها لمرة واحدة، وتحوي الأنسولين البشري بجرعات محددة، وهو مصنع على شكل بودرة جافة، إضافة إلى جهاز بخاخ يستخدم عن طريق الفم لاستنشاق بودرة الأنسولين خلاله.
وأشار إلى أن من العلاجات الجديدة للسكري المضخة الدوائية التي يتم زراعتها تحت الجلد في بطن المريض، وتحوي عقار الإكسيناتيد، ويتم استخدامها لفترات تصل إلى ستة شهور أو عام متواصل، إذ تفرز الدواء بشكل متواصل ومنتظم طوال فترة عملها دون الحاجة إلى استخدام الحقن.
وأكد أن هذه المضخة في المرحلة الثالثة من التجارب على مرضى السكر من النوع الثاني، وحجمها مثل عود الكبريت، والأبحاث أثبتت تجاوب المرضى بشكل ممتاز، إذ حدث انخفاض في مستوى السكر والهيموجلوبين السكري، إضافة إلى انخفاض ملحوظ في وزن المرضى، لما لهذا الدواء من تأثير على الشهية.
وأشار الدكتور حسن الموسى إلى أن الأنسولين الذكي يحوي مجموعة إضافية من الجزيئات العالقة في نهايته، والمرتبطة بالبروتينات الموجودة في مجرى الدم، وعند ارتفاع نسبة السكر في الدم، يتحول إلى وضع العمل، إذ يستشعر بزيادة الجلوكوز الذي يخبره أن يبدأ العمل، وسيعمل ذلك على توازن السكر في الدم وتقل نسبة الارتفاعات والانخفاضات.