(وليد عبدالله مستواه منخفض) منذ عرفنا وليد وهو منخفض المستوى ومنذ عرفناه وهذه الجملة تتردد دائما، حتى غدت مثل الدوغما التي تفرض علينا الإيمان بصحتها وعدم قبول مناقشتها.
وانخفاض مستوى وليد في كل الأحوال بمثابة فكرة يقينية ليس لها دليل يحملها المشجع في عقله وليس لديه إثباتات قطعية وأدلة دامغة على صحتها، وانتقلت مثل هذه المفاهيم الدوغمائية لعقل المشجع الشبابي، المعني الأول بالدفاع عن حارس مرمى فريقه وبات هو الآخر يكرر هذه المفاهيم وكأن هذه المفاهيم مثل العدوى المنتقلة من عقل لآخر رغم سذاجة محتواها.
من يقف خلف التبني الصارم لمثل الدوغمائيات الرياضية ويتعامل معها وكأنها حقائق مطلقة غير قابلة للدحض؟ ولماذا ضحيتها الدائم هو نجم الشباب والمنتخب وليد عبدالله أفضل حارس سعودي في الوقت الراهن وبلا منازع؟ والدليل على صحة هذا الكلام اختياره أساسيا في فريقه ومنتخب بلاده مع تبدل المدربين والإداريين مع أن وليد لا يملك أي نفوذ إعلامي أو جماهيري لاستخدامه كأداة ضغط حتى تمنحه الفرصة في البقاء طوال هذه الفترة أساسيا لا ينازعه أحد هذا الموقع.
في ذات الإطار هذه الدوغما (المتعلقة بانخفاض مستوى وليد الأبدي) قد ترتطم بجدار دوغما أخرى ومع أنها دوغمائية غير قابلة للمساس ولكنها متداولة بكثرة نظرا لانفضاحها وعريها الخالص أمام الأبصار، وهذه الدوغما يعتقد مناصروها أن هناك أندية تمنح مميزات إضافية للاعب المنضم لأفراد فريقها، منها على سبيل المثال حجز مقعد ثابت في تشكيلة المنتخب أو الضغط الإعلامي المكثف على جهات مانحة للألقاب والجوائز لاختيار نجمها بطلا لأحد جوائزها، أو منحه شرف حمل شارة الكابتنية في المنتخب عن طريق استغلال النفوذ والعلاقات، وهذه الميزات تمثل عروضا فوق البيعة حتى لا يفكر اللاعب بالانتقال لفريق آخر أو يحاول مجرد المحاولة مزايدة ناديه ماليا، لأن ما سيخسره من المجد والشهرة لن يعوضه المال إطلاقا.
إذاً وليد عبدالله يقف عائقا أمام طموحات الأندية الأخرى وإعلامها المضلل لأن وليد من الناحية الفنية لا ينافسه منافس، فكل منجز يحققه الشباب ستجد وليد هو بطله الأول بلا منازع، قد يكون هناك أخطاء فردية ارتكبها وليد تسببت في دخول هدفين أو ثلاثة على أقصى تقدير، ولكنه لايزال الأفضل.
لايزال هذا التوجه المضاد لوليد عبدالله يحاول أن يصنع حقائق ومطلقات غير قابلة لمجرد النقاش بأن مستواه دائما وأبدا منخفض، ويسعى لتصوير كل هدف يلج مرماه بأنه ليس إلا مجرد خطأ بدائي ارتكبه وليد مع أن بعض هذه الأهداف لا يصدها حتى بوفون، ومثل المفاهيم الدوغمائية انتقلت للمشجع الشبابي وصار يعتقد بأن أخطاء وليد البدائية (كما يصورونها) هي سبب دخول كل هدف في مرماه.
ويجب على نادي الشباب وعشاقه أن يدركوا أن خسارة وليد عبدالله ستكون خسارة مؤلمة في حال امتنعوا عن دعمه وحمايته معنوياً.