المتأمل في الشأن السياسي والاجتماعي والأمني يلمح أن الخطاب لم يُغفل أياً من جزئيات التنمية وتنوعها وأياً من هذه الشؤون المتعددة التي وضعها الملك سلمان وفقه الله، نصب عينيه، جسدها في كلمته التي خاطب بها الشعب السعودي والعالم كله
من كان يتابع حديث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في حديثه إلى أبنائه وبناته أبناء الوطن أثناء لقائه أيده الله بالمواطنين في قصر اليمامة، يدرك أنه كان يخطّط لمثل هذا اليوم منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد، وكونه يدعو إلى هذا الخطاب أطياف المجتمع، وأعيان المناطق ورجال الأعمال على مستوى الدولة، وكذا حرصه على أن يلتقي كل مواطن مهما بعدت به الشُقَّةُ لأنه بذلك يؤكد على عنصر المواطن وأنه محور اهتمامه وفقه الله، كيف وسلمان الوفاء هو الذي جلس للمواطنين في إمارة الرياض يستقبلهم على مدى عقود من الزمن، يناقشهم في مشكلاتهم وحاجاتهم، ويقف أمام تلك المطالب بأريحية الأمير الذي يدرك هموم المواطن، فأخذ هذه التأريخية من حياته وصَاغَ كلماتهم بتلْك الاهتمامات إلى خطاب ملكي جسد كل شؤون التنمية ومجالات الدولة.
وهنا بدأ حديثه عن قيام هذه البلاد على أسس من الشريعة الإسلامية منهج حياة في رسالتها ودعوتها وشؤونها الإسلامية، تنهض بكل عمل يخدم الإسلام والمسلمين محلياً وخارجياً، ووقف الملك سلمان على الشأن المحلي فَعالجَ ما كان الهاجس لكل مواطن، وهو الإسكان فأكد أنه في سياق حرصه على راحة المواطنين إذْ جعل مشكلة الإسكان وتوفّره هو من أولويات الملك وفقه الله، وبين أن الدولة لن يهدأ لها بال حتى ينعم كل مواطن بسكن مريح وعيش رغْد، وهي مسيرة يحرص سلمان العطاء على أن ينعم بها أبناء المملكة مهما كان تنوع شرائحهم.
وقال يحفظه الله إن كل مواطن في بلادنا وكل جزءٍ من أجزاء وطننا هو محل اهتمامي ورعايتي، فلا فرق بين مواطن وآخر، ولا بين منطقة وأخرى.
إن هذا الحديث الصادر من أعلى سلطة في الدولة يعمق في نفوس أبناء المملكة أن دولتهم جادة في تزامن العطاء بالتساوي والعدالة، وذلك بالتأكيد على كلمة مهمة جاءت في ثنايا الخطاب الملكي كلنا شركاء والعدالة للجميع، لقد تأكد لكل متابع يراقب التنمية في المملكة العربية السعودية أن هذه الدولة سائرة على منهج التحديث والتطوير في مرافق الدولة، وذلك بإنشاء المجالس للتنمية والاقتصاد والشأن السياسي والأمني، واستمرار انعقاد هذين المجلسين باستمرار دليلٌ على أن ما جاء في الخطاب ما هو إلا رسالة للمتخصصين كل في موقعه أن عين المتابعة والمراقبة مستمرة أمام كل وزير ومسؤول عليه أن يَستْشعر عظم الأمانة والمسؤولية التي حملها إياه ولي الأمر، وذلك بتعزيز مراجعة الأنظمة الرقابية بما يسُهم في القضاء على الفساد ومحاسبة المقصرين.
إن المتأمل في الشأن السياسي والاجتماعي والأمني يلمح أن ذلك الخطاب لم يُغفل أياً من جزئيات التنمية وتنوعها وأياً من هذه الشؤون المتعددة التي وضعها الملك سلمان وفقه الله، نصب عينيه، جسدها في خطابه الذي خاطب به الشعب السعودي والعالم كله.. ليؤكد مكانة الوحدة التي تعيشها المملكة ومتانة الاقتصاد الذي ينعم به الوطن بفضل الله وتوفيقه، إن أمامنا نحن المواطنين مسؤولية تقدير هذا الموقف وهذه الشفافية والمصارحة والقوة في العزيمة وذلك بالالتفاف حول قيادتنا والوقوف معها خلف كل منجز بالمحافظة عليه ومتابعة كل مقصر والإخلاص فيما أنيطَ بكل مسؤول والصدق مع ولاة الأمر فيما يُحقق نجاح التنمية الذي أوضحه الخطاب الملكي في شتى مناحي الحياة فهنيئاً لنا بسلمان وهنيئاً لسلمان بشعبه الوفي، وإلى مزيد من النجاحات سلمان الوفاء والعطاء رعاك الله.