يحيى التليدي

لدينا كائنات موجودة بل وتتكاثر ولها آثار خطيرة، ويمكن أن نطلق عليها اسم فيروسات الإبداع. تتميز هذه الكائنات بأنها تستهدف الإبداع والمبدعين، ولذلك ما إن ترى مبدعا حتى تتغير تركيبتها وتتحول إلى وضع الهجوم والسعي للتحطيم، فتكون ردة فعلها الأولى: تجاهل المبدع! فلا تثني على إبداعه ولا تشكره، بل إنها تتظاهر أنها لا تعرفه! فإذا استمر المبدع في إبداعه وأثبت نجاحه بدأت بتوجيه رسائلها الفيروسية إليه بجميع الوسائل المتاحة حتى تدمره!
أكثر الفئات المعرضة للإصابة بالتدمير من هذه الكائنات: المبدعون الشباب الذين في بداية طريقهم، ومن يعلقون نجاحهم على رضا الآخرين وتشجيعهم، وقد يكون قاتل الإبداع قريبا أو صديقا أو سابقا في المجال أو شخصا حاقدا أصيب بالفيروس فجنّد حياته لتدمير المبدعين. كيف نكافح هذه الفيروسات؟ من خلال التجربة، تبين أن أفضل وسائل المكافحة تكون بالحرص على النظافة، وذلك بأن يحرص المبدع على ألا يعطي هذه الكائنات الفرصة لقتل إبداعه، بتجويد عمله والرقي به وتجنب المخالطة والاستماع اللذين يؤديان إلى تقليل المناعة ومن ثم الإصابة، ولذلك من الأفضل دائما الابتعاد عن المستنقعات التي تتكاثر فيها الفيروسات المسببة للمرض، وعدم الضعف بزعم الوفاء ورد الفضل لأهل الفضل، أيضا على المبدع أن يربط عمله دائما بالبحث عن رضا من إذا رضي عليه أرضى عنه الناس - جل شأنه - وكذلك الحرص على استعمال جميع المبيدات التي أثبتت فعاليتها في القضاء على الفيروسات (ولكل فيروس ما يناسبه)، وأبسط هذه المبيدات: التجاهل، ثم إغلاق الأبواب كاملة في وجه رسائلهم السلبية، سواء بالابتعاد عن الاتصال المباشر أو بعدم السماح للآخرين بنقل رسائلهم السلبية، وأيضا الحظر في مواقع التواصل، وإن اضطر إلى الوسائل القانونية فلا مانع من سلوكها؛ لأن قلب المبدع وعقله كنزان لا يجب أن يسمح لكائن من كان بالعبث فيهما. فيروسات قتل الإبداع خطيرة ومدمرة وتفقد المجتمع مبدعيه، ولذلك لا بد من تعاون جميع أفراد المجتمع على مكافحتها والسعي لتحجيمها، فمن لم يصب بها اليوم سيصاب غدا إذا سكتنا عنها وأعطيناها فرصة الانتشار. تنبيه هام: هذا المقال موجه للمبدعين الحقيقيين فقط! فقد يكون من يهاجمك ليس فيروسا ولكنه يريد حماية المجتمع من فيروسات إبداعك!