في أخطر تصريح سمعته خلال العام الأخير، بل ربما لأعوام خلت من قبله، ظهر رئيس نادي الرائد السابق، الأستاذ فهد المطوع، عبر قناة روتانا ما قبل البارحة ليقول بالحرف الواحد: إن كل أندية دوري زين للمحترفين لم تتسلم ريالا واحدا من عقد الرعاية الذي بلغ 240 مليون ريال في أربع سنوات.. وعندما سأله تركي العجمة: ولماذا سكت ممثلو الأندية الاثني عشر عن هذه الفضيحة المدوية، أجاب، فهد المطوع.. دُعينا لاجتماع لرابطة دوري المحترفين آنذاك وعلى الطاولة طُلب منا أن ننسى ما مضى وأن نفتح صفحة جديدة.
هذا التصريح البالغ الخطورة يفتح سؤالاً بل أسئلة مفتوحة إلى مقام سمو الأمير عبدالله بن مساعد، الرئيس العام للرعاية، رغم أنه لم يكن على رأس الهرم بالرئاسة عندما تم الطلب من على طاولة رسمية أن ينسى الجميع مصير 240 مليون ريال وأن يفتحوا بكل بساطة.... صفحة جديدة. أسئلة واسعة وشرسة. من هو الذي كان على رأس طاولة رابطة دوري المحترفين في ذلك الاجتماع ليطلب منهم نسيان ما مضى وفتح صفحة جديدة؟ كيف تمت إذابة وتبخير ربع مليار ريال في الهواء الطلق لتختفي هذه المئات من الملايين في ظرف عشر ثوان هي مجرد وقت نطق جملة واحدة: انسوا الماضي وافتحوا صفحة جديدة؟ لم يعد السؤال الأهم في الأصل: أين ذهب ربع مليار ريال من عقد رعاية لأربع سنوات بل عن الشخص الذي نطق تلك الجملة الفضيحة من أعضاء رابطة دوري المحترفين وعن الاثني عشر عضوا يومها الذين سكتوا وصمتوا عن الحديث لعامين متتاليين بعد أن سمعوا هذه الجملة.
وخلاصة القول، ما قبل النهائية، أننا نبحث عن قصص الفساد المستترة والهاربة بالقانون، بينما نصمت ونسكت عن قصة فساد، فضحها رئيس ناد سابق، بجملة واضحة قيلت علنا على طاولة اجتماع رسمية داخل مبنى حكومي مكشوف، خلاصة القول النهائية أن على الإعلام الرياضي برمته أن يخجل من نفسه لأنه ظل لعامين بعد تلك الجملة الشهيرة مشغولا بصافرة حكم وخلاف حول ضربة جزاء وجدل واسع حول لقطة تسلل، بينما لم يستطع أن يكتشف هذا التسلل الفضيحة الذي طلب من الأعضاء في الرابطة أن يصمتوا ويسكتوا لنطوي مصير ربع مليار ريال في غلاف من مجرد كلمات ثلاث: افتحوا صفحة جديدة.