بصراحة، بعض البشر وجودهم في حياتنا مصدر تسلية، وأعدهم ستاند أب كوميدي ببلاش ودون تذاكر ودون زحام على مسرح.
فبإمكاننا وبكل بساطة مشاهدة مقطع على الـيوتيوب ثم الاستلقاء على ظهورنا والقهقهة حتى تدمع أعيننا من الضحك الهستيري المستمر، وكل هذا بسبب مهرجي العصر الحديث ممن استبدلوا الأصباغ المبهرجة والأنف الأحمر بمايكروفون وبشت وشوية كُتب مرصوصة على طاولة المحاضرات المهيبة!
آخر هذه العروض المسلية كان بطلها ذلك الداعية الصاعد وتحت التأسيس، كان يردد وبكل ثقة وعنفوان وحكمة أن الأرض لا تدور!، ثم دعم وجهة نظره بأمثلة أوجعت كليتاي من الضحك وأخص بالذكر كليتي اليُمنى!
ولا أخفيكم سرا أنني لوهلة كنت تحت تأثير وسوسة شيطاني الرجيم، إذ همس لي قائلا: تخيل لو كان كلامه صحيح!
فاستعذت من شيطاني وحاولت تشغيل جمجمتي مستعينا بالله، وسهرت في تلك الليلة أُنقب في المقاطع الفلكية الموجودة عبر الـيوتيوب وأحمد الله ألف مرة على نعمة التقنية حتى وجدت مقطعا رائعا جمع بين العلم والآيات القرآنية لوصف حركة الشمس والأرض والكواكب، يشرح وبالأدلة الشرعية والتوضيح بالرسوم المتحركة معنى آية في القرآن جاء فيها مصطلح يشرح كلمة تدل على حركة الطير ألم نجعل الأرض كفاتا فسبحان الله مالك الكون وخالقه.
كم نحن في حاجة اليوم إلى تحرير العقول من الترديد للكلمات دون فهم، وأدعو كل من يشكك في كروية الأرض إلى مشاهدة قفزة صديقنا الحبيب فيلكس التي قام بها منذ مدة، إذ يتضح وبالتصوير المرئي منظر الكرة الأرضية من السماء، وكيف أن كرويتها ليست مجالا للشك، ودعونا نلتفت إلى ما هو أهم من التشكيك في الظواهر الكونية وأشكال الأجرام السماوية، فنحن في حاجة إلى داعية يحفزنا إلى عمارة الأرض لا التشكيك في كرويتها!