نصبح نسخا مماثلة لمن يشتري سمك الزينة قبل شراء حوض العرض، حين نتحدث عن جدوى حصص الرياضة المدرسية في صنع لاعبين للمنتخبات الوطنية في مختلف الألعاب، لأننا ببساطة شديدة ننسى النقاش الأهم حول صلاحية البيئة المدرسية في غالب المدارس من تجهيزات وصالات وملاعب لإعداد نواة لاعب في مختلف الألعاب!
ننسى أيضا أننا نبني الكثير من الآمال ونرفع سقف الطموح أمام حصة رياضة يتيمة في الأسبوع، وهي التي لا يعول عليها في إنقاص كيلوجرام واحد من وزن أحد الطلاب، فضلا عن صناعتها للاعب منتخب حتى في رياضة تنس الطاولة!
حصة التربية البدنية تلك باتت اليوم متنفسا للطلاب فقط من بعض مواد الحشو والتلقين التي يبدؤون بها سائر أيامهم منذ السابعة صباحا وحتى الواحدة والنصف ظهرا، حيث يصبح الدماغ جاهزا للغليان! وتحت تلك الظروف لم يكن يطلب الطلاب من معلم التربية البدنية أكثر من أن يدعهم والكرة وحدهم، وسيتفقون وديا على باقي الأمور الأخرى من توزيع الفريقين وطريقة اللعب والشؤون التحكيمية!
هذه الحصة المسكينة تصبح في أحوال عدة فرصة مثالية للخروج من ذلك الفرن الذي يسمونه فصل، خصوصا في تلك المباني المستأجرة التي تصبح ذرات الهواء الصالحة للاستنشاق فيها شحيحة للغاية!
ورغم كل المعطيات السابقة التي تجعل الحديث عن جدوى الرياضة المدرسية في صنع لاعبين بارزين للمنتخبات الوطنية ضربا من العناد إلا أنه وحتى اللحظة تتكاثر من حولنا الاجتماعات والندوات والمؤتمرات في هذا الشأن، وهي التي تخرج غالبا بتوصية مكرورة توصي بضرورة التعاون المشترك بين وزارة التعليم والرعاية العامة لرعاية الشباب في شتى المجالات الرياضية!
أعلم يقينا أن كثيرا من لاعبي المنتخبات برزوا أولا في مدارسهم ثم في المنتخبات مرورا بالأندية، إلا أن ذلك كله غالبا يحدث بجهود ذاتيه من معلم التربية الرياضية وليس إطلاقا بسبب التعاون المشترك بين وزارة التعليم ورعاية الشباب!
وما دمنا في الحديث عن التعاون المشترك، فإنني أهيب بوزارة الصحة البدء جديا بالتعاون المشترك مع وزارة التعليم لبدء برامج توعية وتثقيف مبتكرة ضد السمنة وحول خطر الوجبات السريعة، خصوصا وأن نسبة السمنة بين طلاب المدارس تصل إلى 30% بحسب آخر الإحصاءات!