كتبت هذه الرسالة الخاصة ولكنها قابلة للنشر.. لسمو الأمير (خالد الفيصل بن عبدالعزيز) حينما حضرت الدورة الرابعة لسوق (عكاظ) هذا العام الذي
كتبت هذه الرسالة الخاصة ولكنها قابلة للنشر.. لسمو الأمير (خالد الفيصل بن عبدالعزيز) حينما حضرت الدورة الرابعة لسوق (عكاظ) هذا العام الذي شهد تحسنا ملحوظا في الحضور والإعداد والفعاليات.. تعبيرا عن التقدير والإعجاب للجهود المبذولة.
لقد كان الحديث عن إعادة هذا السوق للحياة نوعا من المحظورات قبل أن يتولى إمارة منطقة (مكة المكرمة) الفارس الحازم.. الذي يمثل بمناقبه المتعددة.. كما وصف نفسه صادقا (مجموعة إنسان).. وهاهو السوق بصيغته المعاصرة حقيقة واقعة تربط الماضي التليد بالحاضر السعيد.. يزيد العربي الأصيل ثقة بنفسه.. وثباتا على مبادئه.. ويُثبت أن العربية ولاّده.. وأن مواهب ثقافية مميزة ستبرز من خلاله لا تقل شأنا عن قامات الأوائل بالعصور الماضية إن لم تزد عليها.
أيها الأمير الفذ..
إن بلادك لن تنسى لك نبوغك المبكر منذ إدارتك رعاية شباب المملكة ثم إمارة (منطقة عسير) وأنت بمقتبل العمر.. فملأت أيامك ولياليك بالعمل الدءوب.. والابتكارات غير المسبوقة بعالم التنمية والتطوير.
ربطت دول مجلس التعاون بدورة رياضية لا تزال متجددة حتى اللحظة وفتحت آفاق السياحة الداخلية النقية انطلاقا من (أبها البهية) لتعم المدن والقرى على امتداد الوطن بالمهرجانات والملتقيات الثقافية وتُوّجت مؤخرا بهيئة عليا للسياحة على مستوى الدولة بينما كان الحديث عنها قبلك ضربا من المستحيل.. وكان لشجاعتك.. وسرعة بديهتك الأثر الطيب في الحد من تداعيات هرطقات (جهيمان) وأشياعه ومن بعده الدعوات المتشددة، والحوادث الإرهابية.. ولولا وقفتك الصامدة لكانت قد أحرقت الأخضر واليابس.
فقد وضعت الأصبع على الجرح ولفتّ الأنظار لخطورة ما كان.. فتضافرت جهود القيادة والمواطنين لإطفاء الفتنة بمهدها وإعادة السكينة للنفوس المضطربة ووضع الأمور في نصابها. وها أنت لم يتوقف برنامجك الإصلاحي عند حد.. فمن قيام مؤسسة خيرية وجائزة عالمية تحملان اسم والدك الشهيد يعم خيرهما العرب والمسلمين والإنسانية.. إلى مؤسسة للفكر العربي ترتقي بالثقافة وترفع مستوى الحوار.. وتقتحم العالم الأول بكفاءات يعربية صميمة.
وأخيرا وليس آخرا.. (كرسي الاعتدال) الذي أسَّسْته بجامعة جدك العظيم الملك (عبدالعزيز) برزت نتائج دراساته الأولى قبل أيام وسيكون له أثره النافع على مدى السنوات القادمة.. لأنه لا سبيل لأمتنا إلى حياة آمنة مستقرة عزيزة الجانب إلا بالاعتدال الذي يقضي على التطرف القاتل ذات اليمين أو الشمال.. فالله تعالى اختار لنا الوسطية نهجا وسبيلا.. ولا نجاة لنا إلا بها.
حياك الله وبياك وزادك توفيقا وسدادا وإقداما وأكثر من أمثالك العاملين بإخلاص ونسيان الذات في سبيل الصالح العام.