أقرب لقب يمكن أن يُطلق على قناة الثقافية خلال أيام معرض الكتاب أنها أم العروس ليلة الزواج، فتبدو الشاشة في حالة تجديد مستمر وحركة متواصلة، وترحيب لا يتوقف وجمهور متعطش، وكأنها القناة الأولى عندما تتلو الأوامر الملكية.
إذا كانت القناة الثقافية تحظى بمتابعة كبيرة عبر شاشاتها للقابعين في البيوت والاستراحات، فما ذنب الجائلين في المعرض من الزحام الذي تحدثه بسبب مقرها في المنتصف ومعداتها الطويلة والكبيرة، فموقع كاميرا الكرين ليس مناسبا في ظل وجود كبار السن والأطفال فضلا عن الجمهور الذي يتوقف لالتقاط بعض الصور المباشرة أو على طريقة السلفي.
حجم الإقبال من الجماهير على معرض الكتاب يؤكد أن الرياض في حاجة إلى فعاليات ومناسبات مع إجازة نهاية كل أسبوع لا أن تكون موسمية، لأن سكان العاصمة لا يعلمون أين يذهبون، فلو أن معرضا أقيم عن صناعة السفن الحربية وآخر عن جزئيات الجسور الخرسانية لشهد أعدادا غفيرة وزحاما لا مثيل له، شريطة وجود ركن للأسر المنتجة وركن مماثل للتصوير الفوتوجرافي.
نعود إلى القناة الثقافية الفاضلة ونقترح لها أن تبحث عن مقر لها خلال الأعوام القادمة، يكون ملائما لتقنية البث المباشرة ولضيوفها المحترمين في استقبالهم وتوديعهم، ولا مانع أن تكون خلفية الأستوديو منظرا عاما للمعرض، بدلا من شكلها الحالي وكأنها في أحد مخارج طريق خريص بعد ارتطام سيارة نقل عامة بسبب الأمطار.
إذن يذهب الأستديو بعيدا عن السجادة الحمراء ليتيح مساحته للمصلين، نعم، حتى مصلى المعرض لا يكفي العاشقين من القراء الذين يتنفسون الكتب ورائحة الورق.