يفتقد الاتحاد السعودي لكرة القدم إلى خبراء متخصصين في المسابقات ومؤهلين أكاديميا وميدانيا من حيث الجوانب الفنية والنفسية والبدنية والطبية لتقييم نوعية المسابقات وتنظيمها لتطوير كرة القدم السعودية.
معظم من يعملون في لجنة المسابقات لدينا غير متخصصين وغير مؤهلين وإنما لديهم بعض المعرفة في ترتيب جدول البطولات وأحيانا لا ينجحون بشكل ممتاز في وضع جدولة سليمة للمراحل السنية والكبار وأغلبها تتداخل وبعضها تقام في منتصف الأسبوع وبعضها مباراتين في نفس اليوم لفئتين سنيتن في مدينتين مختلفتين لناد واحد!.
أشبال دون السادسة عشر من العمر يسافرون آلاف الكيلومترات من الرياض إلى جازان أو تبوك أو حفر الباطن ومن نجران إلى الدمام وحائل والأحساء ومعسكرات وغياب عن المدارس أو الأهل ليومين لإجراء مباراة في دوري لا أعرف ماذا نريد منه؟.
السيد ريك باري الإنجليزي الذي تعاقد معه اتحاد الكرة لدراسة ووضع الحلول لتطوير كرة القدم في المملكة عام 2010 ذهل بل وصدم عندما عرف أن الفئة السنية تحت (17) سنة يقام لها دوري على مستوى المملكة ويسافرون آلاف الكيلومترات للمنافسة على بطولة الدوري بل واستغرب آلية الحشد الجماهيري لمثل هذه المسابقات واستغرب إقامة المعسكرات لهم!.
ويرى الخبير ريك باري أن هذا يمثل ضغطا نفسيا رهيبا على اللاعب في هذا السن وتنبأ بأن مثل هؤلاء اللاعبين قد يجدون أنفسهم في وضع نفسي مؤثر على أدائهم الفني عندما تتجاوز أعمارهم العشرين، وهذا قد يكون ملاحظ جدا في معظم لاعبينا في دوري المحترفين الذين كانت بدايتهم من الفئات السنية المبكرة.
حتى اليوم لم أجد من يقنعني ببطولة كأس الأمير فيصل بن فهد وما هو الهدف منها وماهي الفئة المستهدفة ولماذا هذا العبء الثقيل على الأندية والمصروفات الكبيرة لجلب مدربين والتعاقد مع لاعبين والمحصلة لا شيء فني يستحق أن نتوقف عنده، وإنما زيادة ضغوط على الأندية واللاعبين.
يقول ريك باري أن إنجلترا التي آسست كرة القدم ولا تزال مرجعها الرسمي من خلال الايفاب ليس لديها دوري ناشئين وشباب على مستوى الدولة، وإنما هناك بطولات ناشئين على مستوى المنطقة أو الإقليم، وهناك بطولة شباب على مستوى المنطقة ثم أبطال المناطق يلعبون على بطولة الاتحاد الإنجليزي وجميع هذه المباريات دون معسكرات ودون غياب عن المدارس والتجمع عادة ساعتين قبيل المباراة!.
إن لجنة المسابقات تحتاج الى إعادة تشكيل لأعضائها بحيث تضم فنيين ومدربي لياقة وخبراء نفس رياضي ومتخصص في الطب الرياضي ومتخصص في الفئات السنية ممن عملوا في الأندية ومتخصص في فئة الكبار وتكون مهمتها وضع الاستراتيجيات والتوصيات العامة للمسابقات السعودية من خلال رؤية مستقبلية مبنية على أسس سليمة لكي نستطيع من خلالها المنافسة قاريا ودوليا وإبعاد المسابقات التي ليس منها إلا الإرهاق وزيادة الضغط، وإعادة هيكلة مسابقات الفئات السنية والبراعم وعلى الاتحاد أن يضع إدارة للمسابقات وهذه مهمتها تنفيذ رؤية اللجنة ووضع الجداول والآليات واللوائح الخاصة بكل مسابقة.. هكذا ممكن نتطور، أما ما يحدث الآن فهو يعتبر مضيعة للوقت والجهد والمال وقد يلحق بها مستقبل اللاعب واللعبة.