مرحبا أيها الصديق.. تبدو متحمسا لخوض التجربة المذكورة في عالي المقال، جميل جدا.. في البداية دعني أخبرك بـسر خطير، وهو أن الإشاعات قد فتكت بنصف المشاهير في العالم، تقتلهم في الصباح ثم يعودون للحياة في المساء! يعودون بابتسامة أعرض فيما جماهيرهم قد أقامت مراسم العزاء وهلت الكثير من العبرات، أكثر من ذلك فإن أحد المشاهير كان قد توفي أكثر من خمس عشرة مرة طوال حياته، ولا زال رأسه يشم الهواء لحد كتابة هذه الأسطر!
انتهى السر، هل تريد أن تفهم كيف تنمو الإشاعات وتتكاثر في خمس دقائق؟ هل قلت نعم؟ جميل، كل ما عليك الآن هو البحث في ذاكرتك عن حدث عابر كحادث حريق محدود نجا منه أحدهم وتعرض آخر لحروق بسيطة، ولا توجد أخبار كافية عن مسببات الحريق ولا عن خسائره المادية، كل ما عليك هو أن تختار البيئة المثلى لنمو هذه الإشاعة وتكاثرها كـمجموعة واتساب تحوي شخصا أو اثنين من ذلك الصنف البشري الذي لا يتورع عن إعادة إرسال كل ما يصل لجواله وبتصرف بارع!
بعد مزج المقادير السابقة مع بعضها البعض انتظر بجانب هاتفك الجوال لخمس دقائق فقط، وحينها لا شك ولا ريب بأنها ستصلك رسالة من مجموعة واتسابية أخرى بالنص التالي حريق هائل يستنفر 15 فرقة للدفاع المدني ويخلف 8 ضحايا و20 إصابة وخسائر مادية جسيمة! أرأيت كما كانت النتيجة فتاكة؟! وإن أردت أن تصبح النتيجة أكثر فتكا فانتظر حتى صباح الغد وعندها ستقرأ ذات الخبر بعدد ضحايا يتجاوز سكان مدينتك!
هل أدركت الآن كيف تكون الإشاعات فتاكة وقاتلة؟ وكيف تسهم تلك العناصر البشرية التي تبحث عن الأسبقية في نقل الأخبار في الكثير من المصائب هنا! المؤسف أيها الصديق أن الكثير من الإشاعات التي تمر على جوالاتنا بشكل يومي يتم فيها إقحام جهات حكومية أو مؤسسات رسمية، فيما هي لا تبادر لنفي تلك الإشاعات عن طريق مواقعها الرسمية أو بواسطة معرفاتها في مواقع التواصل الاجتماعية كأضعف الإيمان، نرى ذلك أيها الصديق ثم نتساءل ببراءة: كم يلزمنا من الوعي لوأد الإشاعات في مهدها!