تستأنف غدا في مقر البرلمان اللبناني في عين التينة جلسات الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله، وأكدت مصادر في تيار 14 آذار في تصريحات إلى الوطن أن الجلسة ستخصص لاستكمال البحث في السبل الآيلة إلى خفض منسوب الاحتقان المذهبي، ورفع منسوب الجهوزية الوطنية وصولا إلى الاتفاق على اختيار رئيس للجمهورية. وأضافت المصادر التي رفضت الكشف عن اسمها، أن هناك توقعات بأن يحدث اختراق رئيس في الجلسة، لا سيما في ظل وجود رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري في العاصمة بيروت. وأضافت المصادر أن الأجواء مهيأة للمضي قدما في المحادثات بين الجانبين.
من جهة أخرى، أكدت مصادر قيادية بارزة في تيار المستقبل أن قرار بقاء الرئيس سعد الحريري في لبنان أو عدمه يعود إليه شخصيا، مشيرة إلى أن كل ما يشاع في شأن بقائه في لبنان غير دقيق ومجرد تكهنات، خصوصا أن الاعتبارات الأمنية ما زالت تفرض نفسها بالنسبة له ولفريقه الأمني، رغم حرصه على البقاء في بلاده، للوقوف عن قرب على مسار الأحداث والتطورات.
وأضافت المصادر أن الحريري يتابع خلال وجوده في الخارج المجريات السياسية في لبنان لحظة بلحظة، ويتفاعل معها كأنه موجود في لبنان، مشيرة إلى أنه يدرس استنادا إلى تقارير فريقه الأمني والأجهزة المعنية اللبنانية قرار بقائه في لبنان أو العودة إلى الخارج بانتظار ظروف أفضل.
وكشفت المصادر أن الحريري التقى في الساعات الماضية عددا من قادة قوى 14 آذار في بيت الوسط، وجرى بحث في تطورات الأوضاع بلبنان والمنطقة، وما يتصل بالملفات الساخنة التي تفرض نفسها على الساحة الداخلية.
على صعيد سياسي، أكد رئيس الحكومة تمام سلام أن جلسات مجلس الوزراء معلقة حتى يتم إيجاد آلية عمل منتجة، بعدما جرى استخدام قاعدة التوافق للتعطيل، وأضاف هناك صيغة نتداول بها ما زالت غير واضحة، وإقرارها يحتاج إلى مرونة من الجميع، لكن لا يمكن أن نستمر على هذه الحال من التعطيل.
ورأى سلام في تصريحات صحفية أن هناك تقصيرا من الحكومة على مستوى تحقيق الانسجام ومعالجة الملفات الكبيرة، لافتا إلى أن مسؤوليته هي عدم ترك الأمور للوصول إلى حد الانهيار، وبقدر ما تسمح لي الظروف بالمعالجة، ولكن عندما أعجز أرفع الصوت وهذا ما هو حاصل اليوم، وآمل من الجميع أن يتجاوبوا.
في غضون ذلك، وصف وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، كلام رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في ذكرى اغتيال والده، بأنه شدة من غير قسوة ولين من غير ضعف لأنه أعلن عن مسلمات الدولة المدنية تماما كما كان يفعل والده الرئيس رفيق الحريري. وأضاف هذا الخطاب هو تجسيد للنهج الذي يعلنه منذ فترة، معلنا أن الدولة المدنية يجب أن تضم جميع اللبنانيين، ووجوب ألا يدنس الدين بالسياسة.