لو حاول المؤرخون تسمية الأعوام بأحداثها، ربما سُمي 2015 عام التسريبات، بعد ظاهرة التسجيلات الصوتية المسربة في القنوات الإخبارية، خاصة قناة الجزيرة الإخبارية!
ليست القضية التي تستحق النقاش هي مدى مصداقية التسريبات التي تتجنب نقاشها قناة الجزيرة، وليست القضية: من سرب التسجيلات؟ ولماذا الآن؟ لكن القضية التي تستحق النقاش: لماذا لا يتعامل مذيعو قناة الجزيرة مع التسريبات بمستوى مهنيتهم السابقة؟ ولماذا لا تمنح الجزيرة ضيوفها حق الرأي الآخر بعدما تمسكت هي بـالرأي، ألم تكن تدعي أنها منبر لـالرأي.. والرأي الآخر..؟!
بعض مذيعي قناة الجزيرة يريد من ضيوفه أن يؤمنوا بمصداقية التسجيلات المسربة، فقط لأن الجزيرة تؤكد صحتها، ولا يعمل فكره في بحث مصداقية التسجيل، بل يتجاوز ذلك ليحلل التسجيل على أنه حقيقة واقعة.. المذيعة إيمان عياد لم تكن بمهنيتها المعهودة، إذ حاورت أستاذ القانون والنائب الكويتي السابق عبيد الوسمي عن أحد التسجيلات المسربة، وكانت إيمان تريد منه أن يجيب عن أسئلتها فقط دون حق التشكيك في مصداقية التسجيلات، ثم قالت: نحن لا نتحدث عن صحتها! وسألته بعض الأسئلة وتريد من الضيف أن يفترض صحة التسجيل ويجيب، فلم ينخدع عبيد، ثم عادت وأكدت أن الجزيرة تؤكد صحتها، وقالت غاضبة ومنهية الحوار: يبدو أنك لا تريد أن تجيب!
أيضا لم يكن المذيع جمال ريان يتمتع بالمهنية حين ناقش أحد ضيوف أخبار الجزيرة عن أحد التسريبات، وكان الضيف لا ينفي صحة التسجيلات، إلا أنه وضع احتمالين أحدهما التشكيك والأخرى المصداقية، فغضب جمال ريان وأكد أنها صحيحة مليون بالمئة، وزاد بنبرة قاسية: هل تريد الحديث عن الموضوع أو أنهي الحوار!
شعار الجزيرة الرأي.. والرأي الآخر، يعني أنها تعرض رأيين لطرفين مختلفين، لا أن تكون هي الرأي الأول.. وضيوفها الرأي الآخر.
(بين قوسين)
ليس فرضا أن أقتنع بكل ما تبثه أو تنشره وسيلة إعلامية، إن لم يكن أسلوبها في تقديم وتغطية الخبر أو الحدث مقنعا لي كمشاهد بمصداقيته!