كنا نقول: الصورة أقوى من ألف كلمة، لكن بعد إسرافنا في الصور والتصوير أصبحت الكلمة أصدق من ألف صورة! لماذا؟
لأن كل صورة تحصر العقل في زاوية، وتجبر العين على أن تنظر إلى الحدث من حيث أرادت الكاميرا، أو من حيث أراد المصور، وكثير من الصور لا تعطي تصورا كاملا للواقع، بل أحيانا تعطي تصورا مغايرا للواقع!
لكل صورة زوايا عدة، والمصور المحترف هو من يحسن التقاط الصورة عبر الزاوية الأجمل ليجسد جمال اللحظة، بينما المصور المبتدئ من يلتقط الصورة كيفما اتفق، فتكون نسبة الجمال في الصورة ضربة حظ!
أحيانا، لا تجسد الصورة حقيقة الواقع ولا تصف الجمال كما هو، بل تبالغ في التجميل حتى يزداد قبح الصورة من شدة الجماليات فيها. وأحيانا لا تصور الكاميرا كمية الجمال في تلك اللحظة التي توثقها، فقط لأن المصور لم يدرك جماليات اللحظة ولم يع سر جمالها ليقتنصها!
كذلك حياتنا، لكل حدث فيها زوايا عدة، فمن أي زاوية تنظر لأحداث حياتك؟
حاول أن تحدد أنت من أي الزوايا ستنطلق في مسارات الحياة. حاول أن تختار أنت كيف تنظر إلى أحداث حياتك، الجميل منها والقبيح، لتجعل منها إما فرحا بنصر، أو فرحا بأن الخسائر أقل مما كان متوقعا حدوثه، ولتجعل أحداث حياتك السلبية والإيجابية دوافع إلى التفاؤل، ليكون القادم أجمل وأسعد.
أعرف بعض الخبثاء من بإمكانه أن يحول أي حدث سعيد لك إلى تعيس عليك، وعلى مستقبلك! وذلك بمجرد كلمة تحرف مسار نظرك من زاويا الفرح والطمأنينة والسرور إلى زاويا التعاسة والبؤس والشقاء!
وأعرف بعض النبلاء بإمكانه -إما بكلمة حسنة أو بحديث متفائل أو ابتسامة صادقة- أن يزيل عنك كآبة حدث مؤلم، فينطلق قلبك إلى طريق التفاؤل من قلب المعاناة.