في بلادي.. ثمة مُدن يُحبها الإنسان منذ اللحظة الأولى لوجوده فيها، ويشعر بالاشتياق لها في اللحظة التي يهم فيها بالعودة إلى المطار ليغادرها تاركا خلفه حبا طاهرا شريفا عنوانه الأبرز محبة الوطن بكل ما فيه من جواهر كامنة. والجوهرة التي اكتشفتها هذه المرة كانت جوهرة الجنوب وجامعة القلوب وسلة الطعام وشاطئ جنوب غرب الغرام: جازان.. ففي اللحظة التي تشرفت فيها باختياري من قِبَل شركة أرامكو لتدريب متطوعي منتدى جازان الاقتصادي وأنا أسأل نفسي: يا تُرى كيف هي جازان؟ شواطئها؟ أهلها؟ طبيعة الأجواء فيها؟ بصراحة أبهرتني هذه المدينة الحالمة المليئة بالخيرات والكنوز والمستقبل الواعد اقتصاديا.
رأيت جامعة جازان القديمة والجديدة، رأيت شاطئها البكر المتشوق للزوار، رأيت فنادق تحت الإنشاء، رأيت المستقبل يركض لها ركضا فاتحا ذراعيه لمن يريد أن تكون له كوعاء استثماري بعيد المدى، زرت القرية التراثية فعلمت أنها أي (جازان) تركض للتطور دون أن تتنكر لماضيها جميل.. جازان ستكون بلا شك هي الرهان حين يُدَشن على أرضها هذا اليوم منتدى جازان الاقتصادي محتضنا عِلية القوم وكبار الزوار والتجار وكأني أراها وأسمعها تقول للجميع تشا شي من جازان؟ ولمن لا يعرف معنى هذا الكلام عليه زيارتها لاكتشاف المعنى وظلال المعنى ولن يندم من يفعل ذلك. أنا شخصيا سأنتظر مهرجان الحريد بفارغ الصبر، ومهرجان المانغو، وأي فعالية أخرى، والتجربة خير برهان فهلموا إلى هناك.
خاتمة: إخواني المتطوعين أنا فخور بكم ولن أنسى ما حييت حين رددنا سويا نحب الله ورسوله، نفدي الوطن ونصونه، نعمل سويا.. كنتم خير مثال للشباب السعودي المعطاء والمبادر والبناء، شكرا لكم وشكرا لمدينتكم التي أنجبتكم، فالإبداع منبعه حرصكم على أن تكون منطقتكم بكل مدنها وقراها ومحافظاتها مضرب مثل وأنتم لها.