جاءت مقدمة لائحة المقاصف المدرسية لمدارس البنين والبنات بالنص التالي: تعد التغذية السليمة الركيزة الأساسية للتنمية الصحية في المجتمع. ذلك أن الغذاء الصحي والمتوازن يسهم في إمداد الجسم بالعناصر الغذائية اللازمة للنمو الجسدي والعقلي للصغار والكبار على السواء، على أن ذلك الشأن تزداد أهميته وتتضاعف إذا كانت الفئة المستفيدة هي مجتمع الطلبة والطالبات. ثم ضمت فقرة الأغذية الممنوع بيعها في المقاصف المدرسية على قائمة طويلة جدا من الأغذية التي ظننتها بعد طول تفحص قائمة الخيارات المتاحة في مقصف مدرسة ابني التي تبيع كل ما ورد في تلك القائمة وبسعر أعلى مما هو في الأسواق أيضا! وحتى تكون المصيبة كاملة الدسم فإنه لا يوجد في مقصف تلك المدرسة أي من الأغذية التي أقرتها اللائحة، والتي من بينها عبوات الحليب السائل أو البسكويت والمعمول المصنوع من الطحين الكامل أو العادي!
تصر تلك اللائحة أيضا في فقرتها الخاصة بالاشتراطات الخاصة بالعاملين في المقاصف المدرسية على وجوب ارتداء القفازات وتغطية الرأس وعدم ملامسة الأغذية مباشرة، وهي الفقرة التي لا تعني لعامل المقصف في مدرسة ابني أكثر من كونها حبرا على ورق!
تحذيرات المختصين في التغذية المدرسية حول مستوى جودة وإدارة المقاصف المدرسية تزداد، بل وتتهم تلك الأماكن بأنها المسؤولة عن ارتفاع نسبة السمنة بين الأطفال لـ17% تقريبا على مستوى المملكة حتى وصل عدد الشباب المصابين بالسمنة لأكثر من 6 ملايين شاب وشابة، وهو رقم يجب الوقوف عنده طويلا من قبل وزارات التعليم والتخطيط ووزارة الصحة التي يستنزف البدناء من ميزانيتها أكثر من 500 مليون ريال سنويا بسبب ترددهم على المستشفيات لعلاج أمراض سببها المباشر هو زيادة الوزن، ولعل أكثرها مرض السكر!
أتذكر بهذا الشأن مقالا كتبه أحد المحررين الأميركيين بعد زيارته لليابان ينتقد فيه وبشدة بالغة مقصف مدرسته في أميركا الذي وصفه بالنظيف، إلا أنه يقدم خيارات مكررة جدا وتعاني نقصا على مستوى القيمة الغذائية بعكس ما شاهده في مدارس طوكيو، حيث تصبح الخيارات أكثر والقيمة الغذائية أعلى وطريقة تقديم الوجبة المدرسية أكثر مرحا! وكما ترى عزيزي القارئ فإن مقاصفنا المدرسية لا تنتمي إلى أي من الصنفين السابقين، فهي لوحدها تبيع خيارات متعددة بلا أي نسبة غذائية وبسموم طويلة الأجل!