تتهم قنوات التواصل الاجتماعي، وخاصة الواتساب، بإشغال الناس وإلهائهم عن أعمالهم، وحياتهم الاجتماعية، وذلك عكس الغرض الذي أوجدت من أجله، حتى إن بعض الشخصيات الجادة تخلت عن بعض هذه القنوات ووضعت نفسها في عزلة، لعدم قدرتها على ضبط نفسها ومنعها من الإسراف في التعاطي مع هذه القنوات.
والحقيقة أن منا فئة غير قليلة تنشغل من الحضارة بالقشور، ومن التكنولوجيا بالسلبيات، وتتمسك بها وتصر عليها، ففي كل حقبة تكنولوجية أو تقنية نمر بها، نستغرق الكثير من الوقت كي نتعلم التعاطي معها برقي وتهذيب مثل كثير ممن وصلتهم هذه التقنية، بعد أن نعبر بكثير من المحطات التي تنبيء عن السوء الكامن في بعضنا، فكاميرات هواتفنا سلطناها على عيوب الآخرين وخصوصياتهم، والواتساب أصبح مرتعا للشائعات والأقاويل، وتويتر مجلس يرتاده العامة للنيل من بعضهم أو ممن يبغضون بأشنع وأبشع الألفاظ.
لذلك.. فلندع مواقع التواصل جانبا، ولنتخلص من كل المشاجب التي نقتنيها لنعلق عليها إخفاقاتنا، ولنواجه أنفسنا بالحقيقة التي أعيانا الهروب منها. إننا وبالذات مدعو المثالية منا لم يستطيعوا حتى الآن إصلاح أنفسهم أو تهذيبها أو تقويمها، إلا على صعيد الكلمة فقط.