أبها: صالح السريعي

4 محاولات استهدفت مهندس الحرب على الإرهاب

محمد بن نايف فارس حمل على عاتقه أمن الوطن والمواطن حتى صار هاجسه الأول، إذ أخذ على عاتقه مسؤولية ملف مكافحة الإرهاب، وتعامل معه بنظرة هادئة وحزم على خطى والده الأمير نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله - عملا وخلقا.
لم تثنه محاولات الغدر من عمله حتى أصبح يقود أكبر حملة لمكافحة الإرهاب في العالم، وهو ما تغنت به الصحف العالمية تقديرا واحتراما لهذا الفارس الذي نجح في أكثر من مرة في إفشال محاولات المتربصين بأمن الوطن ودحرهم.
ويحسب لولي ولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف نجاحه بالعمل على محاور عدة في مواجهة الإرهاب، ما بين تعامله الإنساني والراقي مع المعتقلين وتحديدا من يبادر بتسليم نفسه طوعا، وأسر المتورطين في خط الإرهاب، حيث لا يؤخذ بجريرتهم أحد، وبين تعامله بحزم وشدة في ضرب الخلايا الإرهابية في المواجهات.
ولأنه يتميز بشهامة الفارس تمكن بفضل الله ثم بفضل جنوده المخلصين من تجنيب عدد من الدول شر الإرهاب من خلال عمليات التنسيق الأمني بين المملكة والدول التي كانت ضمن مرمى الإرهاب.
كل تلك الخصال التي اجتمعت في شخصية الأمير محمد بن نايف جعلته الهدف الأول لنيران الغدر والخيانة من أعداء الوطن والفئة الضالة، أربع محاولات قامت بها يد الغدر لاغتياله لم يكتب لها النجاح، بل كانت عنوانا على فشل تلك المخططات ودليلا على أنه يسير بحفظ ورعاية من الله.
جنرال الأمن نجا من أربع محاولات دبرت في الظلام للنّيل منه، بدأها تنظيم الغدر والخيانة بمحاولة اقتحام مبنى وزارة الداخلية في الرياض نهاية عام 2004، عن طريق تفخيخ إحدى السيارات التي انفجرت في نفق محاذ لوزارة الداخلية، ولم يسفر الاعتداء سوى عن إصابات طفيفة لحراس المبنى. ولأن الغدر والقلوب السوداء لم يرقهما ذلك الفشل حاولا مرة أخرى ولكن هذه المرة خارج حدود الوطن، عندما تم إحباط محاولة الهجوم الصاروخي لتفجير الطائرة التي كانت تقله في رحلة عودته من العاصمة اليمنية صنعاء عام 2008.
لم تثن تلك المحاولتان الفاشلتان التنظيم - (قاعدة الجهاد في اليمن) - عن العودة مرة أخرى لأسلوب الغدر والخيانة عندما دبر في ليلة ظلماء المحاولة الأشد إجراما وحقدا على أمن هذا البلد ورموزه وقادته، تلك المحاولة التي لم تحترم حرمة الشهر الفضيل ولا حرمة دم المسلم، عندما استخدم أحد خونة الوطن لتنفيذ ذلك المخطط، فقام بزرع كبسولة متفجرة في منطقة حساسة من جسده، وطلب بعدها لقاء الأمير محمد بن نايف لتسليم نفسه، وهي اللحظة التي كانت تعد من ساعات الفرح لدى سموه عندما يبادر من غرر به بطلب العودة إلى كنف بلده، ولكن ذلك الخائن كان قد بيت نية الغدر مع زمرته لمحاولة اغتياله، وتقدم لقصر الأمير في جدة يوم الـ27 من أغسطس من عام 2009، مدعيا أنه سيسلم نفسه كمقدمة لآخرين سيسلمون أنفسهم فيما بعد، عقب أن طلب هاتفيا لقاء الأمير قبل المحاولة الفاشلة بيوم، ولكن عناية الله ولطفه جنبت ما كان يخطط له المنفذ الانتحاري عبدالله عسيري، فانقلب السحر على الساحر وتحول جسد الإرهابي إلى أشلاء متناثرة.
ومرة أخرى يعاود التنظيم محاولاته الفاشلة باستخدام اثنين من أبناء هذا الوطن عندما غرر بهما ولبسا أحزمتهما الناسفة في عملية كان مخطط لها استهداف الأمير محمد، وذلك تأكيدا على إمعان القاعدة في الغي والضلال وتورطه في وحل الفشل، وذلك بعد سقوط المطلوبين في القائمة: يوسف الشهري ورائد الحربي في اشتباك مسلح عند نقطة تفتيش حمراء الدرب، حيث عثرت قوى الأمن على حزامين ناسفين قدما بهما من اليمن إلى جانب الحزامين اللذين كانا يرتديانهما ولم يتمكنا من استخدامهما. لكن المؤكد أن عملية استهداف الأمير محمد بن نايف كانت ستتم باستخدام الحزامين اللذين جلبهما المطلوبان القتيلان. وكل تلك المحاولات الغادرة الفاشلة لاستهداف جنرال الأمن في هذا البلد لم تزده إلا تقربا ولطفا مع ذويهم وأسرهم.