ريفي: فقدنا فارسا شجاعا دعم لبنان بقوة
استقبل اللبنانيون خبر وفاة الملك عبدالله بصدمة كبيرة، فقد كان للراحل في قلوبهم منزلة خاصة، واعتادوا منه ومن المملكة الوقوف بجانبهم في كل أزماتهم. وعبر سياسيون لبنانيون عن بالغ حزنهم لوفاة الملك عبدالله، مشيرين إلى أن المملكة التي عرفت بأنها دولة مؤسسات فريدة ستواصل في عهد الملك سلمان السير في ذات الاتجاه الذي اختطه لها مؤسسها وأبناؤه البررة من بعد.
صاحب القلب الكبير
بداية، يقول الرئيس الأسبق أمين الجميل رحل عنا رجل عربي كبير، تاركا بصمات خيرة على المملكة وعلى لبنان والعالم العربي، إضافة إلى العالم أجمع، ويأتي رحيله بعد أن ترك بصمات واضحة داخل وخارج المملكة، فقد كانت فترته عبارة عن حضور ومبادرات وإنجازات لن تنساها المملكة ولن ينساها العرب ولا العالم على السواء. فعلى الصعيد الداخلي، حقق نقلة نوعية داخل مجتمعه، وعزز دور المرأة والشباب، كما حقق إنجازات ضخمة على صعيد نماء ورفاهية الشعب السعودي.
كما خص لبنان باهتمام خاص، وكان كأنه مواطن لبناني، يشعر بألم اللبنانيين وأفراحهم، لم يتردد يوماً في مد يده السخية لدعم لبنان على كل الأصعدة، وآخر إسهاماته الخيرة منح الجيش اللبناني مبلغ ثلاثة مليارات دولار أميركي لأجل تعزيز قدراته وتمكينه من الدفاع عن سيادة لبنان وتحقيق الاستقرار فيه.
وأضاف وعلى الصعيد الخارجي، لا بد من ذكر إنجازات الراحل بدءاً من قمة بيروت عام 2002 التي أقرت بالإجماع، مبادرة السلام التي طرحها عندما كان ولياً للعهد، كمبادرة عربية تهدف إلى إحلال السلام في المنطقة، ولا تزال هذه المبادرة هي الحل الأنسب لمعالجة الصراع العربي الإسرائيلي. كما سجل اسمه بأحرف من نور بتشجيعه الحوار بين أتباع الثقافات والأديان لمواجهة الحركات التكفيرية، عبر إنشائه مركز الحوارات في فيينا، وهو من أهم المراكز التي تعمل من أجل الحوار ووضع حد للتطرف.
واختتم بقوله مما يخفف فاجعة رحيله تسلم الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم، وهو رجل صاحب قلب كبير، رافق جميع الملوك السابقين، وسيحمل الأمانة بجدارة، والجميع يثق في قدراته وشجاعته وحكمته من أجل العزة والكرامة. وكذلك بالنسبة لولي العهد، الأمير مقرن، الذي سبق أن حمل المسؤوليات الكبيرة وهو أيضا محط آمال الجميع. ونفس الأمر ينطبق على ولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف، الذي لا يمكن وصفه إلا بالرجل الناجح، بعد أن وقف في وجه الإرهاب، وحقق عليه نجاحات لافتة.
فارس العروبة
من جانبه، أكد وزير العدل اللواء أشرف ريفي في تصريح إلى الوطن أن رحيل الملك عبدالله يمثل خسارة كبيرة للعالم أجمع، وقال فقدنا فارساً شجاعاً، سجل في تاريخ الإسلام والعرب سطوراً من الإقدام والكرم. ولا يمكن أن ينسى لبنان رعايته المعنوية والسياسية والمادية، ففي الوقت الذي كانت المؤسسات العسكرية والأمنية تحتاج إلى تجهيزات لمكافحة الإرهاب، تكرم بأن منح لبنان مكرمة غير مسبوقة من خلال تجهيز الجيش اللبناني بالتجهيزات الضرورية والاستراتيجية بما قيمته ثلاثة مليارات دولار أميركي، وأتبع ذلك بمنحة عاجلة بما قيمته مليار دولار للجيش اللبناني وكل الأجهزة الأمنية اللبنانية. ولم يكرس الملك عبدالله كل جهوده داخل بلاده فقط، بل شملت عنايته العالمين العربي والإسلامي، وكان حريصاً على استتباب الاستقرار والأمن العالميين، فلا يمكن أن ننسى دعمه لمركز حوار الحضارات، في الوقت الذي كان غيره يدعو إلى صراع الحضارات. ولا يمكن كذلك أن ننسى دعمه لمركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب.
وأضاف نحن على ثقة أن الملك سلمان بن عبدالعزيز سيكمل مع ولي العهد الأمير مقرن، مسيرة الخير والرعاية والتطوير التي عودتنا عليها هذه الأسرة الكريمة.
واختتم تصريحه بالقول أما الأمير محمد بن نايف، فلا أبالغ إذا قلت إنه قدم خدمة جليلة للعالم أجمع، من خلال دوره البطولي الرائد في محاربة الإرهاب، فهذا الرجل صاحب الإمكانات الاستثنائية هو الأنسب في المرحلة المقبلة، لاسيما في ظل التهديدات الهائلة التي تحيط بالمنطقة العربية، في ظل تمدد التنظيمات الإرهابية، مثل داعش، وجبهة النصرة، وتنظيم القاعدة.