أبها: سلمان عسكر

في عهد الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ امتلكت المملكة العربية السعودية شبكة إذاعية وتلفزيونية أرضية وفضائية، فإضافة إلى الإذاعات السعودية والبرامج الإذاعية الموجهة بعدة لغات، هناك شبكة من القنوات التلفزيونية الأرضية والفضائية تتمثل في القناة الأولى، والثانية، والرياضية، والإخبارية، وقناة أجيال، وقناة الاقتصادية، والقناة الثقافية، وقناتي القرآن الكريم، والسنة النبوية، تسارع المستثمر السعودي في دخول اقتصاديات الإعلام، استثمر المال السعودي في الإعلام الفضائي وتعاظم بشكل كبير، وهناك أكثر من 600 قناة إذاعية وتلفزيونية يشكل الاستثمار السعودي فيها أكثر من 70%، أدرك المخططون والمنفذون السعوديون في القطاعين الحكومي والأهلي حتمية الالتحاق المبكر بتقنيات الإعلام المرئي والمسموع والمطبوع، وربطت الإذاعات السعودية وقنوات التلفزيون التسع بأقمار صناعية عربية وعالمية، ودخلت الصحافة السعودية مجتمع الإعلام الشامل إعداداً وإخراجاً وطباعة، الإعلام السعودي بكل قنواته الإذاعية والتلفزيونية صوت للحق، وقول للحقيقة، نهجه الدائم البعد عن المهاترات الإعلامية، يقدر شرف الكلمة وصيانتها، يسعى إلى تحقيق الإيمان بالله في نفوس الناس، ويرتقي إذاعيا وتلفزيونيا بفكر حضاري ومسؤولية اجتماعية وطنية، تراعي المبادئ والأهداف التي جاءت بها السياسة الإعلامية للمملكة، التي تنص على اعتماد الصدق، وتحري الموضوعية والحقيقة، وأسلوب الحوار الهادف، واحترم الرأي والرأي الآخر، وانتهاج الوسطية والاعتدال في كل ما ينتج من برامج إعلامية وكتب ومطبوعات دون إفراط أو تفريط، ينطلق من تعليم القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة ضمن منظومة من القيم الأخلاقية والإنسانية التي تحكم حركة وحراك عملنا الإعلامي، دخل مراحل التحديث بكل تقنياته العالية، وقدراته على تبادل المعلومات وبثها ونشرها صوتا وصورة، وحافظ على قيم المجتمع الإسلامي في خضم منافسات إعلامية فضائية شرسة، وسماء عربية مفتوحة غابت فيها معايير البث الفضائي وتشريعاته.
ودخلت المملكة بانضمامها إلى منظمة التجارة العالمية عصرا جديدا، ورسمت خطواتها على مسار طموح للارتقاء سريعا في العمل الإعلامي، بما في ذلك تطوير البنى التحتية للإعلام وتنويعها، وإيجاد فرص جديدة للاستثمارات في الإعلام داخل المملكة من خلال إصدار تراخيص لقنوات الإف إم الإذاعية، وبات الإعلام المرئي والمسموع السعودي قطاعا بالغ النشاط يساند الاقتصاديات السعودية القائمة على المعرفة، ومكانة المملكة وثقلها الإسلامي والسياسي والاقتصادي، وفتح سوق الإعلام المرئي والمسموع أمام المنافسة، وتقدر المنافسة في الإعلام السعودي مستقبلا في قطاعيه العام والخاص بما يفوق الثلاثة مليارات ريال مما سينمو فيه قطاع الإعلام بشكل متسارع. تنظيم قطاع الإعلام المرئي والمسموع في المملكة في الطريق إلى التحقيق، وبه سنستطيع بناء اقتصاد معرفة راسخ ومتنوع، واستفاد قطاعا الإعلام من ذلك الكثير، فالسوق السعودية الإعلامية هي الأكبر في العالم النامي.
إن مسيرة الإصلاح التي قادها الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز- رحمه الله - من خلال الحوار الوطني، والانتخابات الجزئية، والتحولات الاقتصادية، وبروز المدن الصناعية والمدن الاقتصادية، وثقل المملكة السياسي والاقتصادي.. والأهم الإسلامي، وضع الإعلام السعودي وبالذات الإذاعة والتلفزيون في تحديات مستمرة ضمن أبعاد تنظيرية وأبعاد مهنية وأبعاد تشريعية.
خليجيا.
أسهمت المملكة في عهد الملك الراحل ممثلة بوزارة الثقافة الإعلام، في كثير من الرؤى والمقترحات من أجل تعزيز العمل الإعلامي الخليجي المشترك، وأعدت استراتيجية متكاملة للإعلام الخليجي ستقدم إلى الاجتماع المقبل لوزراء الإعلام في دول المجلس، وتحتضن المملكة جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج إحدى المؤسسات الإعلامية الخليجية المشتركة.
عربيا
وللمملكة ثقل إعلامي عربي أسهم في تعزيز العمل العربي المشترك، وتعد حاليا استراتيجية إعلامية عربية للتصدي للإرهاب ومكافحته من خلال رؤية برامجية إذاعية وتلفزيونية وإخبارية حضارية، وستقدم هذه الاستراتيجية إلى وزراء الإعلام العرب في اجتماعاتهم المقبلة.
إسلاميا
ودعمت المملكة في عهد الملك الراحل كل حراك وحركة إعلامية إسلامية من شأنها تعزيز العمل الإعلامي المشترك من خلال احتضانها لمؤسستين إعلاميتين إسلاميتين هما اتحاد إذاعات الدول الإسلامية، ووكالة الأنباء الإسلامية الدولية.
وأخذت الثقافة في عهد الملك الراحل عبدالله - رحمه الله - نصيبا كبيرا من التوسع والانتشار من خلال الفعاليات الثقافية داخل المملكة وخارجها، وانتشرت ثقافة الحوار، وثقافة الرأي والرأي الآخر في المجتمع السعودي، وتلك أحد المشاريع الإصلاحية للملك الراحل، التعددية في الرأي والبعد عن أحادية الفكر تلك أحد مشاريع الإصلاح التي تترجمها المملكة في بعديها الإعلامي والثقافي. تقدم وزارة الثقافة والإعلام كل عون لكل مبدع ومنتج ثقافي من خلال تخصصه الثقافي، باعتبار أن الثقافة إبداع ينبع من المثقف نفسه. واكتمل إعداد استراتيجية التنمية الثقافية في المملكة من خلال ميادينها الاستراتيجية وأهدافها، ومؤسسات العمل الثقافي وتطويره بقطاعي الثقافة الحكومي والأهلي. وتناولت الاستراتيجية الأنشطة الثقافية ونشرها، وإنتاج المصنع الثقافي، وركزت على المؤسسات الثقافية مثل الأندية الأدبية، وجمعية الثقافة والفنون، والمكتبات والفنون التشكيلية والمسرحية وغيرها، كما عالجت الاستراتيجية آليات تنفيذ العمل الثقافي ودعمه من خلال الأنظمة والتشريعات والموارد البشرية، ودعم المبدعين الثقافيين ورعايتهم، وتطوير البنى التحتية للثقافة، والتصنيع الثقافي، وكذا العلاقات الثقافية الدولية، ويعد مهرجان الجنادرية الذائع الصيت ومعرض الرياض الدولي للكتاب من المعالم الثقافية السعودية، وكذا فعاليات الأسابيع الثقافية السعودية في بقاع العالم.

مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز لخدمة اللغة العربية
لقد أدرك الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز – يرحمه الله - أهمية العناية باللغة العربية، وضرورة بذل الجهود الواعية والمدروسة للمحافظة عليها، ولذلك أصدر أمره السامي الكريم رقم 7231 بتاريخ 23/7/1429هـ القاضي بالموافقة على إنشاء مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية، وذلك لتحقيق عدد من الأهداف الطموحة للمحافظة على هذه اللغة ودعمها ونشرها، وتكريم علمائها.
وقد حظي إنشاء هذا المركز العلمي بإشادة الكثير من المهتمين باللغة العربية، وثنائهم العاطر على ما اتصف به الملك عبدالله بن عبدالعزيز – رحمه الله- من بعد نظر، وحكمة سديدة، ورغبة أكيدة في سعيه نحو الحفاظ على اللغة العربية التي تعد وعاء الدين الإسلامي الحنيف، ولغة القرآن الكريم.