قرأت تصريحا للمتحدث الرسمي للاتحاد السعودي لكرة القدم عدنان المعيبد بأن سحب الثقة من الاتحاد لا يتم إلا في حال وجود خروقات مالية يتم التثبت منها بوثائق إلى آخر التصريح، ولم أصدم بعدم معرفته بالنظام الأساسي للاتحاد أو بالجهل العام لدى الأغلبية بكل اللوائح التنظيمية الكروية.
إن مخالفة مواد النظام الأساسي للاتحاد تؤدي بشكل مباشر إلى حل الاتحاد أو سحب الثقة منه وعلى سبيل المثال لا الحصر إن عدم عقد جمعيتين عموميتين عاديتين في العام 2013 في خرق صريح وواضح للنظام الأساسي سبب رئيس في حل الاتحاد وسحب الثقة منه، هكذا تقول اللوائح وهكذا هي الانتخابات وهكذا هي الأجواء الديمقراطية الكروية.
البعض يعتقد أن حل الاتحاد أو سحب الثقة منه يتطلب ارتكاب جريمة أو جناية أو وقوع كارثة وطنية وهذا غير صحيح، ومخالفة النظام الأساسي في أي بند من بنوده مسوغ يمكن الأخذ به لسحب الثقة أو حل الاتحاد وتكليف لجنة مؤقتة لـ90 يوما لإجراء انتخابات جديدة.
قلتها وأكررها مائة مرة، مشكلة الاتحاد السعودي هو النظام الأساسي واللوائح التفسيرية حيث تصدر المشهد من لا يفهم في هذه الأنظمة واللوائح، وأصبح يتخذ قرارات ويصدر تعميمات دون تطبيق حقيقي صحيح وسليم لها مع إنه يفترض أن يكون قد اطلع عليها وقرأها واستوعبها قبل أن يدخل لهذا المعترك الحساس.
اليوم تجاوزنا عامين وشهرين منذ انتخاب هذا الاتحاد ولا يزال يراوح مكانه فيما يتعلق بالنظام الأساسي وتعديلاته ولوائحه ولوائح الروابط وخاصة رابطة دوري المحترفين ولم يتبق من عمر الاتحاد إلا سنة وعشرة أشهر، وستمر كما مرت الأشهر الماضية دون تطوير أو تحديث بل أتوقع مزيدا من الأخطاء والتجاوزات والمخالفات.
المؤسف أن الجمعية العمومية التي يفترض فيها أن تحافظ على استقلالية الاتحاد وسلامة أعماله وعدم تدخل طرف ثالث في شؤونه وشجونه نجدها تقبل تدخل اللجنة الأولمبية السعودية في أعمال الاتحاد في مخالفة صريحة لنظام الفيفا، بل ويقدمون شركة عالمية متخصصة في التسويق والاستثمار الرياضي لإعادة كتابة النظام الأساسي!.
الجهل بالأنظمة واللوائح الكروية يحتاج الى إعادة نظر فيمن يجب أن يتصدر المشهد الكروي، وألا تترك لمن ينامون في الاجتماعات القارية والدولية ولا يعلمون ما يحدث من نقاشات وحوارات وقرارات، ويوقعون على المحضر دون علمهم بما فيه.
إن الأعضاء الذين لم يعملوا في الأندية وفي لعبة كرة القدم تحديدا لن يضيفوا كثيرا لأعمال الاتحاد لأنهم يعتمدون على الجانب التنظيري أو الأكاديمي البحت، بينما من يعرف خبايا وأسرار وصعوبات وظروف اللعبة هم أبناؤها الحقيقيون الذين تخرجوا من معاقلها لاعبين وإداريين ومدربين.
أتمنى ألا نعول كثيرا على سكوت الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA على جملة المخالفات التي حدثت قبل انتخاب هذا الاتحاد أو بعد انتخابه لأنه وإن كان يقدر دورنا الكروي القاري والدولي إلا أنه يهتم كثيرا بتطبيق النظام الأساسي الذي أنت أيها الاتحاد المحلي أصدرته ووافقت عليه، ويهتم كثيرا بالجمعية العمومية كمصدر للتشريع والرقابة والمحاسبة على أعمال الاتحاد.