تكريم 90 فائزا وفائزة و1041 عملا تمثل 38 لغة من 45 دولة.. وحجب مجال واحد
شهد نائب وزير الخارجية رئيس مجلس إدارة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، رئيس مجلس أمناء جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة، الأمير عبدالعزيز بن عبدالله أول من أمس، حفل تسليم الجائزة للفائزين في دورتها السابعة، الذي أقيم بمقر منظمة الأمم المتحدة في جنيف، بحضور وزير الدولة للشؤون الاقتصادية والتعليم والبحث في سويسرا ماورو دل أمبروقيو، والأمينِ العام للمؤتمر الدولي الدائم للمعاهد الجامعية لإعداد المترجمين التحريريين والفوريين البرفيسور مارتن فورستنر، ومندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف السفير فيصل طراد، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى سويسرا وليختنشتاين حازم كركتلي، وعدد من المسؤولين السويسريين والمثقفين العرب.
وألقى سموه كلمة خلال الحفل قال فيها: من قلب جزيرة العرب ومن منطلق الإشعاع الإنساني أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز
- حفظه الله - جائزته العالمية للترجمة وأحاطها بالرعاية والمتابعة إيمانا منه بأهميتها الحضارية والثقافية والعلمية في تحقيق التواصل بين شعوب العالم ونحن اليوم نحتفل بميلادها السابع.
وعبر سموه عن سعادته بتزامن حفل تسليم الجائزة مع انعقاد المؤتمر الدولي الدائم للمعاهد الجامعية لإعداد المترجمين (SIUTI) في جنيف، مشيرا إلى أن الترجمة ليست مجرد نقل فكري من لغة لأخرى ومن شعب لشعب بل هي عمل معرفي ثقافي وحضاري كبير، ينقل روح الشعوب وحضارتها لتصبح مشتركا إنسانيا يشمل معارفها وعلومها وإبداعاتها وعواطف ومشاعرها ومنعطفات فكرها.
وقال سموه إيمانا من المملكة بقيادة خادم الحرمين بتعزيز هذه القيم الإنسانية الرفيعة جاءت هذه الجائزة، وشكلت انطلاقة في طريق تشجيع العمل الثقافي والعلمي عامة وحركة الترجمة العالمية خاصة، وفق أسس مبنية على الأصالة والقيمة الفكرية والعلمية والأدبية، وعبر السنوات السبع الماضية من عمرها ازدادت تألقا وحضورا في ساحات الترجمة والثقافة، مؤكدا أن هذا الحراك العلمي تعزيز لدور المعرفة وإثراء للفكر الإنساني المتبادل ودفع لثقافة الحوار والسلام عبر الحدود، وهي أركان أساسية في رؤية المملكة وقياداتها الرشيدة، وما هذه الجائزة إلا وسيلة من وسائل تعزيز حوار حول الحضارات أمام دعاوى صدامها ودعم للوسطية والاعتدال في مواجهة الغلو والتطرف وتقبل الآخر دون رفضه أو إقصائه والتعايش والسلام في وجه الإرهاب الذي لا ينتمي لشعب ولا لأرض ولا لدين ولا لثقافة.
وأعرب سموه عن ثقته بأن الجائزة خطوة ولبنة في هذا الطريق الذي يحقق السلام والتعايش والخير لكافة الشعوب، مهيبا بأصحاب الفكر القلم من الكتاب والصحفيين الاطلاع على ثقافة الآخر وقيمه من خلال مصادر المعرفة الحقة حتى لا تكون أحكامهم ومواقفهم مبنية على معلومات منقوصة أو مغلوطة.
ودعا سموه المبدعين والمثقفين أفرادا ومؤسسات إلى التركيز على المشترك الإنساني، مبينا أن العبء الأكبر في ذلك يقع على النخبة الثقافية في ظل الأوضاع المتوترة في بقاع مختلفة من كوكبنا.
ورفع سموه في كلمته أسمى آيات الشكر والعرفان لمقام خادم الحرمين على رعايته الكريمة للجائزة وتشجيعه الدائم لمبدعي المنجز الثقافي داخل المملكة وعلى المستوى العالمي، وشكر سموه رئاسة المؤتمر الدولي للترجمة وأمانته العامة على استضافة حفل تسليم الجائزة.
من جانبه، رحب ابن معمر بالفائزين بالجائزة في دورتها السابعة، وقدم تهانيه للفائزين في الجائزة.
واستعرض ابن معمر نماذج من جهود المكتبة منذ إنشائها قبل أكثر من 28 عاما وإسهاماتها الثقافية ومشاريعها التثقيفية والتنويرية.
وأضاف ابن معمر تأثير الترجمة بوصفها النافذة الأكثر حراكا في عالم اليوم وفي حقب تاريخية ماضية في تلاقح الثقافات وانتقال الخبرات والمعارف.
واستعرض مسيرة الجائزة منذ انطلاقها قبل سبع سنوات تبوأت خلالها مكانة رفيعة في صدارة الجوائز الدولية المعنية بالترجمة وصولا إلى الدورة السابعة التي تنافس على الفوز بجوائزها 145 مرشحا من 18 دولة و13 لغة نال شرف الفوز منهم 15 فائزا ينتمون إلى 11 دولة دون أدنى تمييز بين منتج علمي أو فكري أو إبداعي إلا وفق مقياس القيمة العلمية والمعرفية، حيث تمت إضافة الفائزين إلى سجل الجائزة الشرفي تقديرا لما قدموه لخدمة العلم والمعرفة كما احتفى بمن سبقهم من الفائزين.
وقال: لقد استثمرت المملكة في مجالات العلم والمعرفة استثمارا هائلا، حيث تبلغ الموازنة المخصصة للتعليم العام والجامعي حوالي 45% من موازنة الدولة كما تقوم بوضع برنامج شامل لإيفاد الطلبة والباحثين إلى جميع أنحاء العالم، حيث يبلغ عدد الطلبة المبتعثين من الجنسين حوالي 250 ألف مبتعث في أكثر من 14 دولة، كما قامت المملكة باستثمار هائل في تعليم المرأة السعودية، حيث بلغ عدد الحاصلين على شهادات جامعية أكثر من 52% من إجمالي الطلبة في المملكة.
وقدم أمين الجائزة الدكتور سعيد السعيد أسماء الفائزين بالجائزة وهم: الدكتور مروان الوزرة والدكتور حسان لايقة عن ترجمتهما لكتاب (طب الكوارث.. المبادئ الشاملة والممارسات) مناصفة مع الدكتور سليم مسعودي والدكتور عبدالسلام اليغفوري والدكتورة سامية شعلال عن ترجمتهم لكتاب (التحليل الدالي.. دراسة نظريات وتطبيقات من اللغة الفرنسية إلى العربية). والدكتور مصطفى قاسم عن ترجمته لكتاب (مأساة سياسة القوى العظمى)، والدكتور بسام بركة عن ترجمته لكتاب (فلسفة اللغة من الفرنسية إلى العربية)، والدكتور عبدالعزيز عبدالله البريثن عن ترجمته (موسوعة اضطرابات طيف التوحد).
وشملت أيضا الدكتور صالح العنزي - رحمه الله - عن ترجمته لكتاب (تاريخ المملكة العربية السعودية) لمؤلفه عبدالله العثيمين إلى اللغة الفرنسية مناصفة مع كل من الدكتور بيتر آدامسون والدكتور بيتر بورمان عن ترجمتهما لكتاب (الرسائل الفلسفية للكندي) لمؤلفه أبو يوسف يعقوب.
وكذلك والبروفيسور تشوي وي ليه تقديرا لجهوده في نقل الثقافة الإسلامية والعربية إلى اللغة الصينية عبر ترجمة عدد من الأعمال منها ختم القرآن الكريم وصحيح البخاري وتحرير المعجم العربي - الصيني الميسر مناصفة مع البروفيسورة السويسرية هانا لورا لي يانكا التي تتولى منصب الرئيس الفخري للمؤتمر الدولي الدائم للمعاهد الجامعية للمترجمين تقديرا لجهودها في تطوير دراسات الترجمة وتدريب وتأهيل المترجمين.
وأقر مجلس أمناء الجائزة حجب الجائزة في مجال ترجمة العلوم الطبيعية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى لعدم ورود أية أعمال تنطبق عليها معايير الترشح للجائزة.