رفع الشبابيون شعار الخير جاي، معتقدين أن قدوم المال يعني بالضرورة أن الفريق سيتطور ويتحسن مع قدوم هذه الهبات.. نعم هناك دعم شرفي كبير، لكن هذا الدعم سيتلاشى مثل شمعة في مهب الريح، فلن يأتي الخير المزعوم ما لم يكون مقروناً بإحلال شامل أو جزئي بدون تباطؤ أو تلكؤ، فهذه المرحلة التي يمر بها الشباب لا تحتمل التسويف والمماطلة.
بنية الشباب التحتية تذبل يوماً بعد يوم، ومعدل الأعمار يرتفع، مع وجود انقسام جماهيري ملحوظ وتكتلات إعلامية ذات مرجعيات مختلفة، وكل تكتل يريد أن يصنع من مرجعيته الرياضية كوكباً هائلاً تدور حول فلكه بقية المرجعيات مثل كويكبات صغيرة، والكل يظن أنه يحسن صنعاً وأن كل شقاق يفتعله وخصومة يدبرها هي خالصة لوجه الكيان لا يبتغى بها رضا أي فرد كان، مما أدى إلى ضمور مكانة الكيان وتحييده وفقدانه لمركزيته.
كل هذا يصور لنا بأن من أوجب واجبات الإدارة أن تسارع وتضاعف النشاط نحو تفكيك الفريق بالكامل وإعادة صياغته وتركيبه من جديد وإزالة كل العناصر السلبية وتهجيرها في أقرب فرصة، ولكن هل الفئات السنية الشبابية تملك الأدوات الكافية لهذه العملية الانتقالية؟ أم أن الفئات السنية ذاتها تحتاج إحلالا وإعادة صياغة وتركيب؟ وهنا مربط الفرس وعلامة الاستفهام الكبيرة التي يجب تداركها قبل اتخاذ أي إجراء عملي.
ومع وجود لاعبين طعنوا في السن وكثرت أحاديثهم وإشاعاتهم مع قلة رهيبة في إنتاجيتهم، كانت حتى الآن نسبة الاستفادة من المحترف الأجنبي متدنية للغاية، مع أن العنصر الأجنبي يجب أن يمثل على الأقل 50% من قوة الفريق.
إذن نادي الشباب يحتاج لرفع معايير الاستفادة من العنصر الأجنبي بالإضافة لعملية إحلال في العنصر المحلي في الفريق الأول ويجب أن يكون هذا الإحلال متزامنا مع إحلال في الفئات السنية ذاتها، على أن تتم هذه العملية بإيقاع منسجم وتراتبي يضع في الاعتبار عملية الترشيد المالية التي يجب أن تدار وفق إجراءات حسابية صارمة لتفادي أي تبديد مستقبلي لمدخرات النادي.
وحتى يتسنى للإدارة (أو أي إدارة مستقبلية) إحكام قبضتها على الأمور وتسيير دفة النادي بذهن صاف، يتوجب عليها ومن خلال المنابر الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي إذابة كل الصراعات الداخلية وتعظيم مكانة الكيان في قلوب الجماهير، ككيان حر ومنفصل عن أي شخصيات اعتبارية أو أبطال ملهمين، وهذا الإجراء يوازي في أهميته أي إجراء فني أو إداري متخذ.
والكيان عندما لا تتسم هويته بالصلابة فإن جماهيره سوف تتعلق بالأفراد بصورة آلية، مما يؤدي إلى نشوء انقسامات يصعب كبح جماحها أو ترويضها مع تصاعد معدلات التعصب والتشنج والتمزق في نسيج الجماعة وهذا ما يعانيه ببساطة نادي الشباب في الوقت الراهن.