لا أحمل عقدة المشلح التي يعاني منها الكثيرون، فالمشلح لا يعني حاجزا فولاذيا بين من يرتديه والآخرين، مادام يحمل فكرا خلاقا وقيما عالية وقلبا قادرا على احتواء كل من حوله والإحساس بهم، ورغم تفاؤلنا بوزير التعليم الجديد وتطلعنا لليوم الذي تنتهي فيه معاناة كل المعلمات على يديه، فإن الفرحة العارمة التي تناقل بها الناس الصورة السيلفي للوزير مع مجموعة من المعلمين لا تشتمل الحل السحري الذي يرجوه التعليم منذ زمن، فليرتدِ الوزير مشلحه، وليجلس خلف مكتبه، لا بأس، فهموم المعلمات بين المشلح والسيلفي لم تتغير، وقضاياهن عالقة تنتظر من يحلها حلا جذريا منصفا، لقد علمتنا وظيفة التعليم أن تميز الحصاد مقرون بتميز وجدية الغرس ورعايته، وغريب ألا يعي القائمون على التعليم هذه النظرية، فالمخرجات التعليمية المبهرة لا يحققها معلم مرهق ينوء بأعبائه، ولا معلمة محبطة تشرق أثناء الحديث عن حقوقها المهدورة، ولا أخرى ما عادت تعرف من معنى الإبداع إلا كم الحصص الذي تتحمله، لذلك ازرعوا طيبا لتحصدوا الطيب.