الفيديو الذي ملأ الدنيا وشغل الناس من أربعة أيام، هو فيديو إحراق عصابة داعش الإجرامية، للطيار الأردني معاذ الكساسبة.
بالرغم من حجم الفظاعة في هذا الفيديو الذي قدم الإسلام في أسوأ صورة، إلا أنه وجد رواجا كبيرا على مستوى الصحف الإلكترونية ومواقع الإنترنت الإعلامية، وقنوات الإعلام الجديد، وحتى على برامج التواصل مثل الواتس وغيره، والغريب ليس في هذا الرواج الكبير، فالناس تبحث عن الجديد واللافت وغير العادي دائما، ولكن الغريب فعلا، أن تداول هذا الفيديو أثبت إلى أي حد وصل بنا التبلد، نحن كمُتلقين، إذ أصبحت مشاهدة مثل هذه الفيديوهات المليئة بالرعب والتوحش واللاإنسانية أمرا عاديا بالنسبة لنا ولا يتعدى الضغط على الرابط، ثم إغلاقه، وهذا مأزق إنساني كبير.
الشيء الآخر الذي كشفه هذا الفيديو أيضا أننا كعرب بالذات، لا بد أن نُشكك في حقيقة كل شيء نراه، وهذا مأزق إنساني آخر، فنحن نعاني أزمة مصداقية لما نراه عبر وسائل الإعلام، قديمها وحديثها، إذ بعد يوم واحد من نشر عصابة داعش للفيديو، خرجت لنا جهة أخرى اسمها كشف المستور لتشكك في حقيقة الفيديو، وأنه مفبرك، لتقدم أدلة باهتة ومضحكة تحاول نفي حقيقة الفيديو، ولا أدري إن كانت تريد بذلك تحسين وجه داعش القبيح أصلا.
أبرز سمة كانت في فيديو داعش القبيح هذا، هو الإخراج المذهل، والتقنية العالية في التصوير والمونتاج، وهذا يعني أن داعش في طور تجميل وجه الإجرام، في فيديوهاته اللاحقة بمساحيق التقنية العالية.
لعن الله داعش، ولعن تقنياته.