أيادٍ غادرة امتدت تحت جنح الظلام لكنها لم تنل منك يا وطن بل نالت ما تستحق.
نحن وإن نأت بنا المسافات عن حدودك يا وطن.. نسكنك بأرواحنا وتسكننا أنت.
ألست من ربيتنا على العزة والكرامة؟ ومن معينك تشربنا محبتك وعشقك؟
نحن عن مقدراتك ومكتسباتك نذود، وعن عرضك وحماك نضحي، وفي سبيل أمنك وأمانك نبذل الأرواح.
نحن مهما شرقنا أو غربنا عنك أيها الوطن الشامخ سفراء للعلم وطلب المعالي. فإننا لا ننسى أن نحصنك باسم الله، ونستودعه كل ركن وشبر فيك قبل أن نغمض جفوننا كل ليلة.
نحن لا نخشى عليك يا وطن من خفافيش الظلام فالله وحده تكفل بحمايتك ورعايتك.
لا نخشى عليك يا وطن! فأنت بيد ولاة أمر مخلصين، ورجال على أمنك ساهرين، وخلفهم تلك الملايين، من سويف حتى الطوال، يرفعون أكف الضراعة إلى المولى بأن يسبغ عليك نعمه ويكفيك شر كل ذي شر من أعدائك المتربصين.
نحن مطمئنون يا وطن.. فأما الباغون فقد نالوا عقابهم عاجلاً في الدنيا، وأما شهداؤنا فهم أحياء عند ربهم يرزقون بإذنه تعالى.
رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، هم خط دفاع أول عن أطهر البقاع. يقدمون أرواحهم فداء وثباتا قبل أن تلوث أقدام الغدر شبرا من ترابك الطاهر.
ولن ينالوا منك، فبينما يبيّتون نية البغي والإفساد في الأرض نصبح نحن وقد ازداد تعلقنا بك، وولاؤنا لك. مجددين مع إشراقة كل شمس تلكم البيعة في أعناقنا لوالدنا القائد وولي عهده الأمين. ونزداد ثقة بوحدة صفنا وبسالة رجال أمننا. والله على ما نقول شهيد.