توحدت أمس خطب الجمعة في المملكة بإدانتها للاعتداء الإجرامي الإرهابي الآثم، الذي حدث بمركز سويف الحدودي التابع لمحافظة عرعر بمنطقة الحدود الشمالية، إذ صدح الخطباء بشجب الإجرام الذي استشهد فيه ثلاثة من رجال الأمن وإصابة آخرين، وما انطوى عليه هذا العمل من إفساد في الأرض وانتهاك لحرمة الأنفس المعصومة وإثارة للفتنة.
ففي مكة المكرمة، أوضح إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حميد، أن الله أنعم علينا في بلادنا بلاد الحرمين الشريفين بنعم كثيرة كبرى، ووفق لإنجازات عظمى في إصلاح وبناء ونماء رغم كل ما يحيط بالمنطقة من ظروف وحروب وفتن واضطرابات، قائلا: الحمد لله على هذا الأمن والرخاء والاستقرار ووحدة الصف وتلاحم القيادة والأمة، بلاد طيبة تحب الخير للجميع وتتعاون مع الجميع في نصرة الدين والحق والعدل والسلام.
وأضاف كم وجه قائد البلاد من نداءات وقام بمبادرات لجمع الكلمة والتحذير من تنامي خطر الإرهاب ومحاولات تشويه صورة الإسلام، بل نادى بإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب، إدراكا منه لأهمية التصدي لهذا الوباء الذي يهدد العالم كله بجميع دوله ودياناته ومذاهبه، مواصلا مساعيه المباركة الهادفة إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة وتجنيب الأشقاء ويلات النزاع والفتن.
وشدد على أنه من المؤلم أن ترى ابنك الذي علمته وربيته على هذا المنهج الواضح والمسلك البين والصلاح الظاهر، تراه يتربص ببلده ويغدر بأهله ويعمى ويعجز أن يعرف عدوه الحقيقي، تراه مغررا به مسكينا يحمل المال والسلاح يولي أعداءه ظهره ويستقبل بالقتل والتخريب أهله وبلده في تصرفاتهم الرعناء وإقداماتهم الحمقاء، تأتي هذه العملية الغادرة البائسة اليائسة على حدودنا الشمالية.
وقال إمام وخطيب المسجد الحرام نقول بكل ثقة إنه عمل صغير حقير لا أثر له بإذن الله فهو جرى في مساحات مفتوحة، وصده رجال أمننا مبكرين وتعاملوا معه تعاملا صحيحا، ولم يكن أمام هؤلاء الأغرار إلا الاستسلام نعم، نحن مطمئنون بإذن الله بما عودنا ربنا ثم بما عليه جنودنا وقواتنا من تأهيل وجاهزية، مطمئنون أن مثل هذه الحركات الصغيرة لا تمثل خطرا على بلادنا، فبلادنا بعد توفيق الله وعونه بقيادتها وأهلها وجنودها واثقون بإذن الله في وحدتها والتفافها حول قيادتها، كما أننا بفضل الله واثقون بما تقوم به أجهزتنا الأمنية وكفاءاتها واستعداداتها وقدرتها ليس على صد وملاحقة المجرمين فحسب، بل مبادراتها الاستباقية وإحباط العمليات الإجرامية قبل وقوعها، وخبرتها وتجربتها وسوابقها خير شاهد، فلله الحمد والمنة، ومما يبعث على الفخر والإشادة أن جنودنا كلهم في المقدمة، جنديهم وضابطهم فلا نامت أعين الجبناء.
وتساءل قائلا أيها الأغرار المخدوعون، هل وجدتم أن العنف حقق مكسبا أو كسب مغنما، هل نصر دينا، هل حفظ بلدا؟ بل لقد ولد أضعاف الأضعاف من الشر والضرر والفرقة والانقسام.
وفي المدينة المنورة تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي في المدينة المنورة الشيخ علي عبدالرحمن الحذيفي، عن محاسبة النفس والتحكم فيها، موصياً المسلمين بتقوى الله تعالى بالتقرب إليه بما يرضيه والابتعاد عما يغضبه.