باريس: الوكالات

مشتبه به يسلم نفسه.. وشقيقان متشددان يجري البحث عنهما

فيما أثار الهجوم الذي استهدف صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية أول من أمس وراح ضحيته 12 قتيلا، إلى جانب جرح 11 آخرين، ردود فعل منددة ترافقت مع تعزيز الإجراءات الأمنية في دول أوربا تحسباً لوقوع هجمات مشابهة، استيقظت العاصمة باريس صباح أمس على هجوم جديد استهدف شرطة البلدية، حيث أطلق رجل يرتدي سترة واقية من الرصاص ويحمل رشاشا، النار على عناصر الشرطة مما أدى إلى مقتل شرطية متأثرة بجروحها، بينما أصيب موظف في البلدية في حال خطرة. كما وقع انفجار آخر في مطعم شاورما مجاور لمسجد شرق فرنسا، بينما تعرضت مساجد لهجمات لم توقع ضحايا في مدن فرنسية أخرى.
يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه مصادر مقربة من الشرطة الفرنسية، أن مشتبها به في مذبحة صحيفة شارلي إيبدو، واسمه حميد مراد 18 عاما، سلم نفسه للشرطة الفرنسية، وهو أصغر الثلاثة المشتبه بهم، بينما لا يزال المشتبه بهما الآخران فارين، وهما الشقيقان سعيد كواشي 34 عاما وشريف كواشي 32 عاما المولودان في باريس من أصول جزائرية واللذان يحملان الجنسية الفرنسية، فيما أفادت مصادر التحقيق أن المشتبه فيهما مختبئان شمال فرنسا.
وقال مصدر قريب من الملف إنه تم اعتقال العديد من الأشخاص ليلا في أوساط الشقيقين عقب صدور مذكرة بحث عن الأشخاص الثلاثة المشتبه بهم، فيما لفت نائب عمدة العاصمة الفرنسية باريس باتريك كلوغمان إلى أن جهود البحث لا تزال جارية.
وكانت جهود البحث قد توصلت إلى أن الشقيقين كواشي هما وراء الهجوم على الصحيفة، حيث عثر على بطاقة هوية أحدهما داخل سيارة تركاها بعد فرارهما في شمال شرق باريس، أما الشريك المفترض للشقيقين والذي سلم نفسه ليلا للشرطة في شمال شرق فرنسا فهو حميد مراد بعدما لاحظ أن اسمه يرد على الشبكات الاجتماعية، بينما أشار رفاق له عبر موقع تويتر أنه كان يحضر دروسا معهم في المدرسة لحظة وقوع الهجوم، مؤكدين براءته.
ومن جانبه، قال الطبيب جيرارد كيرزاك، الذي ساعد على علاج المصابين جراء الهجوم: إن أحد الناجين أخبره بأن المهاجمين قاموا بتلاوة أسماء المستهدفين والمناداة عليهم قبل قتلهم، وقاموا بفصل النساء عن الرجال قبل المباشرة بإطلاق النار. وأضاف كيرزاك أن عملية التصفية التي جرت داخل المجلة لم تتم عبر إطلاق النار عشوائيا، بل كانت أشبه بـإعدام محدد يستهدف أشخاصا بعينهم.
من ناحية ثانية، أعلنت فرنسا أمس الحداد على الصحفيين ورجال الشرطة الذين قتلوا في الهجوم، فيما قال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس: إن الحكومة الفرنسية لديها خطة للأمن القومي والوحدة الوطنية.
ووسط تجمع آلاف الأشخاص في باريس ونيويورك وواشنطن وكندا، تنديدا بالهجوم على صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية، عززت دول أوربا من إجراءاتها الأمنية تحسباً لوقوع هجمات مشابهة، كما عقدت اجتماعات استخباراتية لمناقشة الأوضاع الأمنية.
وجاء رد الفعل الإسباني على الهجوم الأقوى، حيث رفعت مدريد درجة الإنذار لمكافحة الإرهاب درجة واحدة جاءت بعد تبادل للمعلومات مع باريس، وفق ما أعلنت الحكومة، وهو الإجراء الذي جاء بعد إجلاء نحو 300 شخص من مبنى صحيفة إل باييس في مدريد للاشتباه في طرد ثبت لاحقاً عدم خطورته.
وفي ألمانيا والسويد والدنمارك عززت الحراسة الأمنية حول فنانين أثاروا الجدل سابقاً برسومات اعتبرها البعض مسيئة للإسلام، حيث ضاعفت سلطات كوبنهاجن الحماية حول مقر مجلة يولندس بوستن التي نشرت تلك الرسوم.


.. وتحذير من استغلال الاعتداء لأهداف سياسية

دعت شخصيات وهيئات محلية فرنسية إلى تفادي الخلط بين الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو والدين الإسلامي، مشيرة إلى وجود أطراف فرنسية وشرق أوسطية ودولية تسعى إلى إجراء ذلك الخلط خدمة لمآرب سياسية.
واستبق المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية نتائج التحقيق في الهجوم، بدعوة الفرنسيين إلى عدم أخذ جميع مسلمي فرنسا بجريرة مرتكبي الهجوم.
وناشد المجلس في بيان: كل المتمسكين بقيم الجمهورية والديمقراطية الابتعاد عن الاستفزازات التي لا تؤدي إلا إلى صب الزيت على النار، مطالبا الجالية الإسلامية في فرنسا بالتزام أقصى درجات الحذر إزاء أي ألاعيب محتملة تصدر عن مجموعات متطرفة.