شكرا جزيلا لكل أفراد بعثة منتخبنا الأولمبي الذين منحوا الوطن ابتسامة ذهبية رياضية تزامنت مع عهد جديد بقيادة مليكنا خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز، بعد عهد زاهر للوالد الحنون الملك عبدالله بن عبدالعزيز طيب الله ثراه وأسكنه الفردوس.
شكرا جزيلا لكل أفراد البعثة الذين قهروا الصعاب والظروف وعادوا من البحرين بكأس الخليج الأولمبية بعد فوز كبير ومستحق وجميل على الكويت بخمسة أهداف لهدفين بقيادة المدرب الوطني بندر الجعيثن الذي تولى المهمة قبل عشرة أيام بعد اعتذار المدرب البرازيلي نيزو.
ليعذرنا اللاعبون والمدربون والإداريون في البعثة، فلم نشاهد سوى المباراة النهائية لأسباب عدة أولا في توقيتها وتزامنها مع كأس آسيا ثم ظروف وفاة والدنا الملك عبدالله - رحمه الله رحمة واسعة، أضف إلى ذلك ضعف المتابعة الإعلامية قبل البطولة وحالة الإحباط العامة رياضيا. وأجدد الثناء والشكر والتحية لهم فردا فردا، وليس هذا تمجيدا يفوق اللقب أو يمنحه أكثر من حقه، بل تقدير لمن سخروا جهدهم وعملوا بإخلاص لتمثيل الوطن وإثبات مدى ما تملكه مملكتنا من كفاءات تقاتل على الفرصة لإثبات الوجود وتشريف الوطن حتى في ظل الظروف المعاكسة التي قد تصل إلى تثبيط المعنويات.
فالمدرب بندر الجعيثن يعمل مع البراعم ولبى اتصال صالح أبو نخاع المشرف على المنتخب الأولمبي ليعوض المدرب المستقيل نيزو ولم يبق سوى عشرة أيام.
وحضر الجعيثن ومساعدوه الوطنيون محمد العبدلي، صالح المحمدي، حمد اليامي، وعبدالقادر شرعي إلى المعسكر سريعا وضاعفوا عملهم وثابروا مع باقي المسؤولين وتدرجوا في البطولة وتجاوزوا أهم عقبة منتخب الإمارات في الدور نصف النهائي بركلات الترجيح قبل أن يكون الختام مسكا بخماسية خلال 90 دقيقة من الكفاح والتكاتف.
لم تكن الصعوبة في الفترة القصيرة والضغوطات التي تنهش كرة القدم، بل الأصعب في عدم ضم لاعبين مميزين بسبب عدم موافقة أنديتهم رغم توقف الدوري، وزاد في ذلك إبعاد بعض اللاعبين بقرار انضباطي. وهذا يؤكد وجود لاعبين كثر في مختلف الأندية على قدر من الكفاءة للتفوق خليجيا، وأنهم بحاجة إلى اهتمام وتطوير لمصلحة الفريق الأول في مختلف الأندية، ومنها إلى المنتخب الأول.
هذه البطولة درس متجدد في وجود المواهب أو اللاعبين الذين يستحقون الاهتمام، ولكنهم يتوارون سريعا بأمزجة أغلب رؤساء الأندية وضعف عمل مسيري الرياضة كل في مكانه، بعدم منح ذوي الاختصاص حقهم.
من حقنا أن نفرح بما يعزز من نجاح المنظومة والعمل، ومن حق هؤلاء النجوم من لاعبين وأعضاء بعثة أن نمجدهم ونطالب بتكريمهم وإشعارهم بقيمة ما حققوه، وفي الوقت ذاته نجد أنفسنا مجبرين على النقد وعدم تجاوز السلبيات والمعوقات وكسل الكثير من المسؤولين، لأننا لا نريد أن نفرح أياما أو لحظات في دوامة الضياع والإهمال.
وفي هذا الصدد، تحتاج المنتخبات إلى مدربين أكفاء وإداريين أقوياء واعتماد لائحة شاملة تحدد ما للاعب وما عليه.
أما الأندية فهي بحاجة إلى الاندماج في استراتيجية رياضية من الرئاسة العامة لرعاية الشباب تطبق على أرض الواقع في تنشئة اللاعبين وتوفير مدربين مؤهلين وإداريين من ذوي الاختصاص بموازنات وضوابط ومعايير علمية تقنع المتابع وتشجع أولياء الأمور على مواكبة أهمية الرياضة في المجتمع. وهنا نثمن كثيرا للملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله وأيده – مكارمه التي أعلن عنها أمس، وشمل بها الأندية الرياضية بعشرة ملايين للأندية الممتازة وخمسة ملايين لأندية الدرجة الأولى ومليونين لأندية الثانية والثالثة، هذه المكرمة لها وقع كبير وتأثير قوي جدا في عمل أندية الأولى والثانية والثالثة، وستخفف من أعباء ديون أندية دوري جميل، والأمل كبير أن يواكب ذلك عمل مؤسسي واحترافي واستثماري من الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد.