لن نستشرف مستقبلاً زاهراً ومشرقاً مع وزير الإعلام الجديد إلا بعد أن نرى بصماته واضحة عياناً، وملموسة على تلك الوزارة التي نهش جسدها كثرة التنظيمات بين الفينة والأخرى ومع تسلم كل وزير دفتها.
وزارة الإعلام تطفو فوق سطح من الرتابة والطرق البدائية والتقليدية والجمود حتى مع الانفتاح المعلوماتي الكبير والانفجار المعرفي وما صاحبه من تقدم في وسائل التواصل الاجتماعي.
الوزير الجديد الخضيري يأتي من عمق تاريخي أكاديمي إداري محنك ومن مدرسة الفيصل حينما تدرج بالقرب منه في إمارتي عسير ومكة المكرمة، وهو ما يجعلنا نتعشم بتطوير هذه الوزارة وتأطير صلاحياتها وفق منظومة إعلامية متكاملة، والنهوض بها بعيداً عن المحسوبيات.
الخضيري تنتظره الكثير من الملفات التي يأتي في مقدمتها ملف هيئة الصحفيين السعوديين، التي تعد غائبة عن المشهد بل إنها مكتوفة الأيدي حتى في الدفاع عن منسوبيها، بالإضافة إلى إعادة صياغة الإعلام المرئي الهزيل، وكذلك الإعلام الإلكتروني المتجرد من القواعد المهنية، وليس أدل على ذلك من الصحف الإلكترونية التي تحولت إلى تجارة رابحة لكثير من المؤسسات المتسابقة في ذلك الفضاء الرأسمالي النهم وفي ظل مخرجات رديئة.
كذلك اجتثاث من يؤدلج الإعلام، وما نشاهده في بعض القنوات الخاصة دليل على إثارة النعرات والهياط، كما أن هناك على المستوى الفردي من يسعى لتفتيت اللحمة الوطنية وخلق وإيجاد نشء يقوده منبوذون لإضعاف الجبهة الداخلية لوطننا الحبيب عبر القنوات الإعلامية بكافة أشكالها المتعددة.
عزيزي الوزير.. إن من أهم الملفات التي يجب أن تأخذ على عاتقك إغلاقها ملف الإعلام الرياضي الذي يؤجج التعصب ويدعو للتلاسن على القنوات الفضائية دون حسيب أو رقيب، فإن استطعت ذلك فسنبارك لأنفسنا بك.