اليوم نشد أزر قائدنا الملك سلمان لتتآلف على محبته شعوب قريتنا الكونية ونقف صفا واحدا لتحقيق الأمن في أوطاننا والتصدي لتضارب المصالح وضياع حقوق الإنسان وهلاك القيم وامتهان الأديان

سأل الخليفة عمر بن عبدالعزيز أفضل الواعظين الحسن بن أبي الحسن البصري عن صفات الإمام العادل، فأجابه البصري: اعلم يا أمير المؤمنين أن الله جعل الإمام العادل قوام كل مائل، وقصد كل جائر، وصلاح كل فاسد، وقوة كل ضعيف، ونصفة كل مظلوم، ومفزع كل ملهوف، فهو كالقلب بين الجوارح والقائم بين الله وبين عباده، يسمع كلام الله ويُسمعهم، وينظر إلى الله ويُريهم، وينقاد لله ويقودهم.
خلال هذا الأسبوع بايعنا مع شعوب المعمورة وزعماء دول العالم قائدنا الملك سلمان بن عبدالعزيز، لنكمل خطوات مسيرتنا التنموية، ونقطف ثمار نجاحاتنا الحقيقية التي أرسى قواعدها الملك الصالح عبدالله بن عبدالعزيز، طيب الله ثراه.
اليوم نعلن ولاءنا لقائدنا ونقف إلى جواره جنوداً مجندة لإطفاء فتيل الصراعات الدموية التي أضرم أرباب الحروب حدتها، ونسعى بمكارم أخلاقنا لإحباط أساليب استغلال الأديان بعد أن استباح الإرهاب ساحتها، ونلوذ بعقيدتنا السمحاء عن عراك الثقافات بعد أن تسلطت قوى البغي على مقاديرها وقامت بتحوير حقائقها وتغليب عنصريتها.
واليوم نساند قائدنا لتوحيد شعوب العالم الإسلامي تحت راية المحبة والسلام، ونواصل نجاحاتنا في اجتثاث فلول الإرهاب، والقضاء على الفكر الضال وعصابات الغدر والخيانة، وتطوير مراكز الحوار بين الأديان لتغليب الوسطية والنصيحة والحوارات الحضارية.
واليوم نشارك قائدنا مسيرة الأهداف الطموحة لحكومتنا والتطلعات الصادقة لولاة أمرنا، لتحقيق المصالحة العربية ورأب التصدع الإسلامي، من خلال توحيد صفوف الأشقاء ولمّ شمل الفرقاء، وتحقيق أحلام الشعوب الإسلامية في توحيد كلمتها ورفع شأنها، وبناء جسور المحبة بين الشعوب العربية المتعطشة للترابط والتعاضد والتماسك، للقضاء على الفخ الذي نصبه لنا أعداء الأمتين الإسلامية والعربية.
واليوم نشد أزر قائدنا لتتآلف على محبته شعوب قريتنا الكونية، ونقف صفاً واحداً لتحقيق الأمن والأمان في أوطاننا، والتصدي لتضارب المصالح وضياع حقوق الإنسان وهلاك القيم وامتهان الأديان، ليسجل التاريخ، كما سجل في الماضي، إجماع شعوب العالم قاطبة على قائد ملهم يوحد شملهم وزعيم حكيم يؤم مسيرتهم.
واليوم نواصل مع قائدنا نجاح مسيرة ملك الإنسانية عبدالله بن عبدالعزيز، طيب الله ثراه، لتشجيع أطبائنا ومستشفياتنا على معالجة الأمراض المستعصية، ودعمهم لإجراء العمليات الجراحية المعقدة، ومتابعة إنجازات علمائنا في تقنيات الخلايا الجذعية والنانو والطاقة المتجددة والبيئة النظيفة والمعلوماتية، وحث مراكز أبحاثنا على تحقيق أعلى المراتب العالمية.
واليوم نحتفل مع قائد مسيرتنا بالنتائج الباهرة التي حققناها منذ انضمامنا للمنظمات الدولية، وإعلاء اسم المملكة في المحافل الدولية، لتواصل المملكة صعودها بجدارة إلى المراتب العليا في التقارير الدولية، ونتصّدر المراكز الأولى بين الدول العربية ودول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تقييم التنافسية البيئية للاستثمار والتجارة الخارجية.
واليوم نلتف حول قائدنا لاستكمال مسيرة التعليم وإنشاء أفضل المنارات العلمية المضيئة في العالم، وتشييد أعلى منابر الفكر والمعرفة والبحث والابتكار في المعمورة، ونجعل من وطننا قبلةً مبدعةً وصرحاً داعماً لسعينا الدؤوب في بناء معاقل خبراء المستقبل وعلماء الوطن.
واليوم نكافح مع قائدنا لتحمل مسؤولية مواجهة التحديات الملقاة على عاتقنا، فنبدأ في تنويع مصادر دخلنا وتخصيص عوائدنا لإقامة مشاريعنا الإنمائية وقواعدنا الصناعية وتجمعاتنا الاقتصادية. واليوم نتعهد بمواصلة جهودنا لتوفير ملايين الوظائف الجديدة لأجيالنا المستقبلية، وتطعيمها بالتقنية النوعية المميزة، والقوة المعرفية المدعومة بمراكز أبحاثنا الفتية.
واليوم نواصل مسيرتنا الاقتصادية التي بدأها قائدنا الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، لتحقيق مصالحنا الإقليمية الحيوية، وتفعيل سوقنا الخليجية المشتركة، والنهوض بمنطقة تجارتنا الحرة العربية الكبرى، وتطوير مؤسساتنا الإسلامية الدولية لتمويل تجارتنا البينية لمواجهة تحديات العولمة في القرن الحادي والعشرين.
واليوم نحتفل مع قائدنا بتحقيق أهداف مسيرة الإصلاح الاقتصادي، التي حققت صعودنا للمركز الخامس بين 135 دولة في أسرع دول العالم تقدماً بمقياس التنمية البشرية على مدى العقود الأربعة الأخيرة، وذلك نتيجة لما حققته المملكة من إنجازات في مجالات الصحة والتعليم والتنمية، وفقاً لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وهذا ما عزز مكانتنا الاقتصادية العالمية، التي قفزت للمرتبة 18 بين أكبر دول العالم، ليتم انضمامنا بجدارة لمجموعة العشرين، واكتمال اندماج اقتصادنا في قواعد وأحكام النظام العالمي.
واليوم نشارك قائدنا افتخار حكومتنا بتصّدر المملكة لقائمة أكبر دول العالم في حجم التجارة الخارجية التي فاقت نسبتها 70% من ناتجنا المحلي، لنحتل المركز الـ12 في الصادرات والمركز الـ16 في الواردات بين أكبر دول المعمورة في التجارة العالمية. ونعتز بحسن إدارة خدماتنا المالية ونجاحنا في تخطي الأزمات العالمية الخانقة، مما أدى إلى تحقيقنا للمستويات الرفيعة في الملاءة الائتمانية المميزة، والتي منحتنا التصنيف السيادي المرموق عالمياً.
واليوم نتطلع مع قائدنا لتنمية قدرات أجهزتنا الحكومية التنفيذية، التي طالما رفعت اسم مملكتنا عالياً خفاقاً بين قائمة دول المعمورة في حماية حقوق الملكية الفكرية، ومكافحة الجريمة وتهريب المخدرات وأساليب الغش التجاري والتدليس، ليتم رفع اسم مملكتنا عالياً في مصاف دول العالم الأول، وتحقيق أعلى المراتب أسوة بما حققته مصلحة الجمارك في العام الماضي كأفضل مؤسسة جمركية بين مؤسسات دول القرية الكونية. ونحن نقف اليوم يداً واحدةً مع قائد مسيرتنا المستقبلية، سلمان بن عبدالعزيز أيده الله، لن ننسى أبداً قلبنا بين الجوارح عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله وطيب ثراه.