الخرطوم: زاهر البشير

قالت ابنة زعيم الائتلاف المعارض الرئيس في السودان فاروق أبو عيسى إنه نقل إلى مستشفى للشرطة، إثر علة مرضية داهمته خلال احتجازه المستمر منذ أكثر من أسبوعين. ويرأس أبو عيسى تحالف قوى الإجماع الوطني المعارض واحتجز في السابع من ديسمبر الجاري، لتوقيعه اتفاق وحدة مع متمردين مسلحين.
وقالت ابنته نهلة المرة الوحيدة التي رأيناه فيها كانت عندما تم نقله إلى المستشفى، ونشعر بالقلق على صحته، لأنه يعاني من ارتفاع ضغط الدم والسكري ومشاكل في القلب.
وما زالت السلطات تحتجز أمين مكي مدني، وهو ناشط سياسي اعتقل مع أبو عيسى، بعد توقيعهما الاتفاق المذكور في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. كما داهمت أجهزة الأمن في وقت سابق هذا الأسبوع المرصد السوداني لحقوق الإنسان الذي أسسه ويرأسه مكي. وقال نبيل أديب، محامي أبو عيسى إن موكله ومدني اتهما بتقويض الدستور وإثارة الكراهية ضد الدولة وتشجيع الحرب ضدها.
من جهة أخرى، دعا الرئيس السوداني عمر البشير جميع القوى السياسية للمشاركة في الحوار الوطني الشامل قائلاً إنه سيستمر بمن حضر من الأحزاب السياسية، وأكد عزم حكومته على استئصال المعارضة المسلحة من البلاد نهائيا. وقال البشير في كلمة ألقاها أمس في احتفال عسكري إن الحوار بين القوى السياسية السودانية مبدأ أصيل في مسيرة الدولة، وهو حوار وطني شامل طُرح للجميع من أجل الوصول إلى توافق وتلاق وتقارب في الآراء، حول قضايا الوطن المحورية، وتعزيز الثقة بين أبناء الوطن وتوحيد الصف الوطني لمجابهة التحديات الداخلية والخارجية.
وأوضح أنهم قطعوا شوطا كبيرا في الاتفاق على القيام بحوار سوداني داخلي، يلتزم بعقد اجتماعي سياسي يؤسس لسلام دائم، ويحقق الأمن والأمان في كل ربوع السودان، ويعزز السلام والاستقرار في كل الإقليم المحيط. وأشار إلى أن هذا الملف ليس بعيدا عن مهام القوات المسلحة، وأعلن عن جاهزية الجيش السوداني الكاملة لحماية الحوار الوطني ودعمه.
وقال إنهم سيواصلون هذا الحوار بمن حضر، ومن رفض سيضيع زمنه ويهدر وقته، ونداؤنا نكرره أن سارعوا إلى مائدة الحوار. واتهم من سماهم المتمردين بمنع المواطنين من أبسط حقوقهم المتمثلة في التعليم والصحة والخدمات.
وأكد البشير فشل هجمات متمردي الحركة الشعبية قطاع الشمال في زعزعة الجيش. وقال إن عمليات الصيف الحاسم تمضي بخطى ثابتة وعمل ممنهج ومنظم رغم الهجمات البائسة للمتمردين، مشيراً إلى أن عمليات الصيف الحاسم تسير وفقاً لما هو مطلوب.
وقال إن الدولة على استعداد لمواصلة مباحثات المنطقتين (النيل الأزرق وجنوب كردفان) على أساس اتفاقية نيفاشا بكل شفافية على مائدة المفاوضات مروراً بالترتيبات الأمنية وانتهاء بإنزالها على أرض الواقع. وأضاف أن اتفاقية نيفاشا تمثل مرجعاً لا يمكن تجاوزه أبدا في هذا المضمار.
كما أعلن تمسك بلاده باتفاقية الدوحة لسلام دارفور، واصفاً إياها بأنها عميقة وشاملة، معلناً ترحيبهم بكل أطراف دارفور التي ستتفاوض على هذا الأساس. وأضاف لا مجال آخر للحوار حول دارفور إلا عن طريق اتفاقية الدوحة.