أبها: ياسر الأحمري

مدرجات 'العميد' و'الراقي'.. جماليات تخطت التقليدية وإشادات من خارج الحدود

أعاد خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، البسمة والتألق لجماهير مدينة جدة تحديدا والمنطقة الغربية من المملكة بصفة عامة، بعد أن أمر وافتتح مدينة الملك عبدالله الرياضية على الساحل الغربي لتصبح هذه المنشأة علامة فارقة في مسيرة الرياضة السعودية ومعلما من معالم الحضارة الرياضية في المملكة، حيث أعاد ملعبها الكروي المسمى بـ(الجوهرة) التوازن، بل ورجح كفته جماهيريا، بعد سنوات ليست بالقصيرة سيطرت خلالها العاصمة على أعلى النسب في الحضور الجماهيري بسبب وجود ملعبي الملك فهد الدولي والأمير فيصل بن فهد المهيئين لاستضافة أكبر قدر ممكن من الجمهور.
ومنذ افتتاح الجوهرة وجماهير عملاقي العروس تتألق من مباراة إلى أخرى بالحضور والتشجيع والتيفوات المبهرة التي باتت صورها تتداول عبر أبرز الصحف الرياضية الورقية والإلكترونية وشاشات القنوات الرياضية وتجاوزتها إلى خارج الحدود.
سيطرة الجوهرة
وتكشف الإحصائيات الخاصة بدوري عبداللطيف جميل استضافة ملعب الجوهرة جميع مباريات الاتحاد والأهلي خلال الدور الأول من المسابقة، وكان آخرها الديربي الكبير بين الفريقين الذي حضره أكثر من 59026 متفرجا.وتشير الإحصاءات إلى أن إستاد مدينة الملك عبدالله الرياضية هو الأعلى في معدل الحضور الجماهيري في الدوري للموسم الحالي بعد أن سجلت مدرجاته حضور 551039 ألف متفرج، وهو رقم لم يسجله أي إستاد رياضي آخر وبفارق كبير عن بقية منافسيه، متقدما على الحضور الجماهيري في الرياض عبر ملعب الملك فهد الدولي الذي لم يتخط 92592 ألف متفرج فقط رغم طاقته الاستيعابية التي تعد الأعلى في الملاعب السعودية حيث يتسع لـ62685 ألف متفرج، وحتى ملعب المدينة الآخر إستاد الأمير فيصل بن فهد تفوق عليه بزيادة 1000 متفرج بعد أن سجل حضوراً بلغ 93596 ألف متفرج، ومع ذلك لم يقترب ملعبا العاصمة مجتمعين من رقم ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة وبفارق كبير رغم أن الرياض هي أكثر المدن استضافة لمباريات الدوري بواقع 20 مباراة حتى نهاية الدور الأول.
وبالعودة لإحصائيات الملاعب نجد أن مدينة الأحساء كانت حاضرة بعد عروس البحر الأحمر جدة والعاصمة الرياض بحضور فاق 28 ألف متفرج حيث شهد ملعب مدينة الأمير عبد الله بن جلوي بالأحساء تسجيل 28803 ألف متفرج، وذلك بحضور ناديي الفتح وهجر، لتتوالى بقية الملاعب الرياضية في المملكة بالإحصاءات، حيث سجل ملعب مدينة الأمير سلمان بن عبد العزيز بالمجمعة الحضور الأقل بواقع 1550 متفرج فقط.
جمهور وبحر
يعد الموسم الرياضي الحالي في الدوري السعودي من أفضل المواسم تسجيلاً للحضور الجماهيري فقد حضر منافساته حتى الجولة الماضية 851135 ألف متفرج، وهو رقم قياسي ينتظر أن يتضاعف كون الدوري مازال في منتصفه بانتظار إثارة كروية أكثر في نصفه الثاني.
وبتلك الأرقام يسجل الموسم الحالي الأفضلية بعد أن أنهى الدوري العام الماضي موسمه بحضور 893676 ألف متفرج وهو رقم يقارب العدد المسجل في نهاية الدور الأول للموسم الحالي.
ويعود الفضل في ارتفاع تلك الأرقام إلى البيئة الرياضية المناسبة للجمهور السعودي من خلال ما تم تهيئته من إمكانات متطورة وجاذبة في مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة دفعت جماهير جدة وما حولها للحضور بكثافة عقب سنين عجاف عاشتها في ملعب الأمير عبدالله الفيصل الذي احتضن مواجهات فريقيها على مدار 30 عاما تقريباً وبإمكانات متواضعة جداً. وسجلت مباراة الاتحاد والهلال في الجوهرة الحضور الأعلى بواقع 60134 ألف متفرج، في حين كان الجمهور الاتحادي الأكثر حضوراً مع فريقه بـ296241 ألف متفرج بينما كان الجمهور الأهلاوي موجوداً بـ266351 ألف متفرج لينافس غريمه التقليدي في نسبة الحضور. ولم تكتف جماهير الغربية بالتفوق في عدد الحضور بل كانت مميزة في مؤازرة فرقها من خلال ما شهدته مدرجات ملعب الجوهرة من إبداعات وتقليعات جماهيرية لعل آخرها ماظهرت عليه جماهير مباراة الديربي الأخيرة، عندما اطلقت عبارات تاريخية تربط فريقيها بالبحر وبمدينة جدة وسط حماس وتشجيع منظم نافست به نظراءها في الدوريات العالمية، ونشير هنا إلى أن أفضلية الموسم الماضي في أفضلية الحضور ومساندة فريقها لجماهير النصر التي سجلت حضوراً بلغ 217286 ألف متفرج.
ذكريات وأمل
ورغم السعادة الغامرة بمنشأتهم الجديدة والمبهرة، لم تنس جماهير المنطقة الغربية ملعب الأمير عبدالله الفيصل الذي عاشت في مدرجاته ذكريات عريضة وتحقق لفريقيها الأهلي والاتحاد على أرضه كثيرا من الألقاب والإنجازات المحلية والقارية، حيث مازالت تتطلع لعودته من جديد ولكن بمظهر مختلف، بعد أن أبدت انزعاجها من تأخر تنفيذ مشروع التوسعة للملعب لأكثر من عامين.وتؤكد المصادر الخاصة برعاية الشباب أن ملعب الأمير عبدالله الفيصل بجدة تحت التجهيز وأن الأعمال تسير نحو استكمال جميع عناصر المشروع التي يتم تنفيذها، من تحسينات للبنية التحتية وتركيب المظلة والإنارة والأنظمة الصوتية والبوابات الإلكترونية تماشياً مع المتطلبات والمعايير الدولية المعتمدة من الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) ليشكل بعد الانتهاء من إنجازه إستاداً رياضياً نموذجياً، علماً أن نسبة الإنجاز حتى الآن تمثل 70% من أعمال المشروع، وأن التأخير يعود للأعمال الإضافية التي تمت زيادتها على العقد، كما أشارت المصادر إلى أنه تم تخصيص 61 بوابة إلكترونية لتسهيل دخول وخروج الجماهير لضمان سلامتهم، ويجري العمل على تخصيص 10 مداخل جديدة، بالإضافة إلى توفير خدمات عالية المستوى بتزويد الملاعب بمحلات تجارية وذلك بالاتفاق مع شركات عالمية لمتابعة كافة الجوانب، وسيكون الملعب بمثابة داعم قوي لزيادة توهج الرياضة في الغربية وحضورها الجماهيري المميز نظراً لما يتميز به موقع الإستاد (جنوب جدة) وقربه من الكثافة السكانية للمدينة.