يلجأ بعض الناقمين على القيم والثوابت الدينية إلى محاولة طرح فكرة تغييرها، أو الخروج عليها عن طريق الشك الديكارتي في أحسن الافتراضات تحت مسميات عدة مثل التنوير أو نقد الموروث، والملاحظ بشكل قوي أن أطروحاتهم تنتهي بهم غالبا إلى إنكار الموروث والثابت الديني برمته. على أن النقد لا يعني بالضرورة الإنكار، بل قد يكون دعوة إلى إعادة النظر وتصحيح المسار. بناء على معطيات وعوامل مثبتة بالدليل، ولا يأتي التصحيح جزافا بتحكيم عقول أو أشخاص مشكوك بأهليتهم في الأصل. إلا أن الشك المفضي إلى الإنكار، يعيد بوصلة الشك إلى مدعي التنوير أنفسهم، وأهدافهم التي لم يفصحوا عنها، والغايات المشبوهة التي يطمحون للوصول إليها من خلال محاولة زعزعة بعض الثوابت والقيم والشك فيها، ومن ثم إنكارها، دون مسوغات منطقية أو تاريخية يعتد بها.