الرياض: سليمان العنزي

طالب المشاركون في مؤتمر دور الإعلام العربي في التصدي لظاهرة الإرهاب بالعمل على وضع أطر قانونية وتشريعية تنظم عمل وسائل الإعلام التقليدية بشكل يحافظ على التوازن بين تحقيق الأمن الوطني وحرية التعبير، وتفعيل الاستراتيجية الإعلامية العربية لمكافحة الإرهاب والتي تعتمد على أسس المنطلقات والأهداف والإمكانات والقيود، بالإضافة إلى التوصية بإنشاء قناة فضائية عربية متخصصة في الشأن الأمني تكون نافذة أمنية ذات مصداقية يستقي منها الجمهور العربي المعلومة الصحيحة ويتابع من خلالها الأخبار والتوعية لمواجهة الأزمات الأمنية بصورة عصرية والاستفادة من تجارب الدول في استخدام الإعلام للتصدي للإرهاب.
كما أوصى المختصون في ختام المؤتمر الذي نظمته جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالتعاون مع مجلس وزراء العرب بضرورة تحديد ملامح الخطاب الديني والإعلامي الموجه إلى الرأي العام الإسلامي وتبني منهج الوسطية والاعتدال القادر على مواجهة التهديدات والتحديات التي تواجهها الدول العربية، بالإضافة إلى التوصية بوضع سياسات إعلامية تتوافق مع السمات الاجتماعية والتربوية والدينية على مستوى الوطن العربي ويشارك فيها المعنيون من التربويين والاجتماعيين والإعلاميين والشرعيين. كما أوصى المشاركون في المؤتمر بإنشاء اتحاد عربي للصحافة الإلكترونية يعنى بتنظيم وتوجيه ورقابة وضبط الفضاء الصحفي الإلكتروني على المستوى العربي، وكان مبرر هذه التوصية هو غياب التنظيم والرقابة في مجال الصحف الإلكترونية العربية، والمطالبة بإعادة تكوين المؤسسات الإعلامية العربية بالشكل الذي يجمع شتاتها ويوحد أهدافها وغاياتها بما يسهم في مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن الوطني للدول العربية مجتمعة ومنفردة، وكان سبب المطالبة هو غياب التنسيق بين المؤسسات الإعلامية والتنظيمات والاتحادات المعنية.
وجاء في توصية أخرى التقييم المستمر للأداء الإعلامي العربي لمواجهة الإرهاب طبقا لمجموعة من الآليات والأسس كمنطلق لتصحيح المسار الإعلامي بصفة مستمرة بما يتواءم مع المتطلبات الأمنية للمنطقة العربية، وتفعيل المواقع الإلكترونية الخاصة بمكافحة الإرهاب على مواقع وزارات الداخلية العربية المختلفة، وإنشاء مواقع إلكترونية وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لمجابهة الجريمة المنظمة.