لم يدهشني النجاح الذي حققه (سوق عكاظ) في نسخته الرابعة، فهو نجاح منتظر ومتوقع.
لم يدهشني النجاح الذي حققه (سوق عكاظ) في نسخته الرابعة، فهو نجاح منتظر ومتوقع، ومثل ذلك يمكن أن أقوله ويقوله غيري عن التغييرات والتطورات الإيجابية التي شهدها السوق سنة بعد أخرى على مدار السنوات الأربع الماضية، وما سيشهده السوق في سنواته المقبلة، والسبب في كل ذلك ببساطة واختصار هو فكر (خالد الفيصل) والمجموعة التي يقودها، فهذا الرجل الفذ لم يكن شاعرا حالما عندما قال منذ عقود: (ما أحب أنا المركز الثاني.. الأول أموت وأحيا به)، وإنما كان موهوبا صادقا وصريحا مع نفسه أولا، عرف نفسه وقدراتها فوضعها حيث يجب أن تكون تواضعا ودأبا على التطور والتفتح والاستزادة من كل مفيد ونفيس، ووضعته حيث يجب أن يكون في صدارة مشهد الإنجاز عملا وفكرا وفنا، لقد تميز خالد الفيصل بلمسة النجاح حتى غدا وجوده في أي مجال أو مشروع ضمانة أولى مسجلة لنجاحه حتى قبل أن يبدأ، وليس في الأمر سر أو سحر فالرجل كتاب مفتوح لمن أراد أن يقرأ أو يقتدي أو يتأمل، فهو أولا قارىء ومستمع جيد ومنتج ومتأمل، وهذه الميزة منحته القدرة على توليد الأفكار والإضافة لها بانتظام جميل، وهو بعد ذلك مشاور حريص حكيم لايفرض فكرته ولايستبد برأيه، لكنه انتقائي بارع ينتخب من الأفكار أجملها وأعمقها ثم يقلّبها على أوجهها واحتمالاتها قبل أن يعزم على تطبيقها ثم يتوكل على الله ويمضي، وقبل أن يمضي هذه يسأل ويجتهد ويتأنى ليختار الأكفاء الأمناء على التطبيق والتنفيذ بالصورة التي تفرضها شروط النجاح والتفوق مع توفير المناخ والبيئة اللذين يحققان لهم العمل بطمأنينة وتمكن، وهو بعد هذا إنسان يزن العلاقة بين عقله وقلبه بإحساس مرهف وتطلع طموح فيحفظ حقوق كل صاحب فكرة وكل صاحب عمل وإنتاج وبدقة واعية بارعة في اختيار الزمان والمكان يشكر ويكافىء ويغدق تقديره المعنوي والمادي لكل مساهم في رفع عمود النجاح، وهو بكل مميزاته القيادية والإدارية جعل العمل معه عشقا، ومعظم الذين يعملون مع خالد الفيصل – كما أعرف – عشاق وليسوا موظفين، وكلهم تشبعوا معه بفكرة أن النجاح نسبي وهناك دائما في الإمكان أفضل مما كان، وكلهم مقتنعون أن المركز الأول متحرك وأن القمة التي تتسع لكثيرين تشمخ وتطول بين الحين والآخر وملاحقة صعودها يتطلب إرادة لاتكل وعزما لايلين، وهو ماحدث ويحدث مما قلل من حجم الدهشة من نجاحات المشروعات التي يقودها خالد الفيصل بعد أن أصبح النجاح هو الماركة المسجلة التي يستشفها الناس منذ اللحظة الأولى للإعلان عن أي مشروع يقوده.
نجح سوق عكاظ في نسخته الرابعة تنظيما ومضمونا وعندما أقول نجح فإنني لاأنفي وجود ملحوظة هنا أو هفوة هناك، لكنها نتائج مجتهدين مخلصين لايخلو منها أي عمل بشري مهما حقق من نجاح، لكنني أؤكد أن السوق نجح وسيحقق نجاحات أكبر وأشمل في مستقبله طالما أن الكفاءات العاشقة تنفذ آلياته، وطالما خالد الفيصل مع كل نجاح يستمتع به ما زال يتمثل قول المتنبي- على قلق كأن الريح تحتي – إذ يفكر في المزيد ويسأل القادرين على الإجابة: مارأيكم، وكيف نتقدم أكثر؟.