الصحافة عمل إبداعي، ومهنة لا ينجح فيها إلا المبدعون. الصحافة المبدعة هي التي تنحت من أي حدث لوحة فنية.
عاصفة هدى الثلجية، وما صاحبها من أحداث محلية في شمال بلادنا كانت مادة خام لأي صحفي يريد أن يبرز إبداعه، ومادة دسمة لأي وسيلة إعلامية تسعى إلى كسب المشاهد.. فنال من عمل جزاء عمله، ولم ينل من نام إلا مزيدا من السبات.
كل الأنظار اتجهت شمالا، كل الكاميرات سلطت عدساتها شمالا، كل وسائل الإعلام خصصت مساحة كبيرة لأخبار ثلوج شمال السعودية، فكانت تبوك والقريات وطريف حاضرة وسط صفحات الصحف وعلى شاشات القنوات باحترافية لم تجعل من الثلوج خبرا يعلم الناس أن الثلوج تساقطت، بل جعلت من الثلوج مواد صحفية رائعة مقروءة ومشاهدة، إلا التلفزيون السعودي بقنواته الكثيرة كان غارقا في سباته!
سؤال سهل ممتنع: لماذا فشلت قنوات التلفزيون السعودي في تغطية ثلوج الشمال وهي تمتلك مركزا في كل محافظة ومنطقة؟ بينما نجحت mbc في تغطيتها وهي لا تمتلك مكتبا لا في تبوك ولا القريات ولا طريف ولا عرعر ولا حائل؟
(بين قوسين)
من السهل أن تكون الأول في ميدان لا ينافسك فيه أحد، ومن الصعب أن تتفوق في ميدان يتزاحم فيه المحترفون.
أخبار mbc كسبت المشاهد، ووضعت لها اسما في أهم أوقات نشرات الأخبار.. نشرة أخبار التاسعة - مثلا - أصبحت وجبة رئيسة للمشاهدين، رغم كثرة القنوات الإخبارية، التي تقدم نشرات أخبار على رأس كل ساعة.