ربة البيت.. الصابرة المثابرة المرابطة قرونا، التي اعتادت البقاء خلف الكواليس لتتحدث عنها إنجازاتها وأعمالها، مستثمرة في القيمة الأثمن الإنسان.. في ولد متفوق، أو بنت متميزة، أو زوج ناجح في عمله، سعيدة قانعة بالمواقع الخلفية، حتى أصبحت تردد هذه المقولة لبناتها وحفيداتها عن قناعة وراء كل رجل عظيم امرأة، فلماذا لا تكون بجانبه وتظهر في الصورة؟ لا تعلم هي، وليست مكترثة. فمنتهى متعتها أن تجلس في ظل الرجل الذي صنعته، تحتسي قهوتها وتراقب جهدها. هذه المرأة، هي نفسها (ربة بيت) اليوم، بعد أن أغراها بريق الفلاشات ونشوة الحضور أنها تفتعل المناسبات، لتملأ الطاولة بما لذ وطاب من الطعام الذي لا يعلم إلا الله كم حساب إنستجرامي زارت لتطلبه، وتشعل الشموع الحمراء محتفلة به، ثم تدني له طبق الطعام، وهي ترقبه بطرف خفي، أو تذكره إن لزم الأمر التقاط الصور التي تعلم أنه سيضعها في كل مواقع التواصل الاجتماعي متباهيا مفاخرا، مدللا على أنه بريء من تهمة التصحر الرومانسي. حتى إننا الآن نستطيع أن نقول:
في إنستجرام كل رجل عظيم (حفلة).