مما لا شك فيه أن سفينة المملكة أبحرت في عهد ربانها وقائدها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في عباب التنمية، وقطعت شوطا كبيرا مُجدفة ذات اليمين وذات الشمال في شتى المجالات بمشاريع وإنجازات لم تكن لتتحقق وتنجز لولا توفيق الله ثم إصراره أيده الله ودعمه اللا محدود لكل ما فيه سعادة وراحة شعبه وتنمية واستقرار بلدهم.
ومن أهم القطاعات التي ظلت راكدة طوال سنين عدة، قطاع الخطوط الحديدية فمنذ تأسيسه على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز آل سعود مؤسس البلاد، عندما افتتح في عام 1951 أول مشروع سكة حديدية يربط بين الرياض والدمام لنقل البضائع بعد أن قدمت أرامكو الفكرة لم يشهد القطاع تغييرا جذريا اللهم إلا بعض التحسينات والتعديلات في ذات السكة الواصلة بين المدينتين، إلى أن التفت إليه ربان السفينة خادم الحرمين الشريفين ليرمي أحجارا كثيرة محركا المياه الراكدة في هذا القطاع المهم والحيوي، فأنشئت في 2006 الشركة السعودية للخطوط الحديدية SAR، وأمر في 2012 بإنشاء هيئة ذات استقلال تام تعنى بشؤون النقل العام، ووافق أيده الله على عدد من المشاريع المهمة التي ستسهم في النهضة التنموية المستقبلية لهذه البلاد منها مشروع قطار المشاعر المقدسة، ومشروع قطار الحرمين السريع الذي يربط مدن الغربية بعضها ببعض مكة وجدة والمدينة، ومشروع قطار الشمال الجنوب الذي يربط الرياض وسدير والقصيم وحائل والجوف والبسيطاء ورأس الزور والجبيل والحديثة بالقرب من الحدود الأردنية بعضها ببعض التي تنفذه SAR.
القفزة الهائلة التي حدثت في عهده، أيده الله، في هذا القطاع هائلة جدا مقارنة بما سبق وستزيد هذه القفزة وتدفع عجلة التنمية نحو مزيد من الإنجاز عندما تسعى وزارة النقل بأذرعها المتعددة إلى لم شمل المنطقة الجنوبية مع أخواتها من المناطق الأخرى، عبر مد خط حديدي ساحلي يربط جدة الغربية بجازان الجنوبية مرورا بالقنفذة والليث الغربيتين والبرك العسيرية وصولا إلى جازان، فمشروع كهذا بلا شك سيسهم في تنمية إنسان هذه المناطق ويزيد من اقتصادها، خاصة إذا ما علمنا حجم الناقلات اليومية التي تنطلق من الغرب باتجاه الجنوب، وكذلك العكس عبر الطريق الساحلي، وسيقلل كذلك من أعداد المركبات اليومية على هذا الطريق المثخن بالجراح والمآسي، وسيربط عدة موانئ تجارية مع بعضها بعضا، وعدة مناطق هامة من مناطق بلادنا المترامية الأطراف!.