يمكن أن يطلق المتابعون لمسيرة وزير الاتصالات وتقنية المعلومات الجديد الدكتور فهاد الحمد، عليه لقب فيلسوف الإدارة، وذلك بالنظر إلى تجربته الإدارية وتأهيله العلمي، منذ أن كان طالبا في جامعة الملك عبدالعزيز، وحتى حصوله على درجة الدكتوراه قبل 26 عاما.
الحمد، الذي كان آخر ما شغله من مناصب مساعد رئيس مجلس الشورى، يعرف في الأوساط البرلمانية والأكاديمية بأنه الرجل المنظم الذي لا يعرف الكسل والملل طريقا إلى قلبه، إذ كان يعمل وينجز حتى في أصعب المواقف التي قد يتعرض لها.
بالأمس، دلف مساعد رئيس الشورى السابق كالعادة إلى المجلس في الوقت المعتاد، وبعد نهاية الجلسة ظهرا، قام بمراجعة البيان الإعلامي للمجلس الذي يحمل اسمه وتولت الإدارة الإعلامية بعدها تعميمه على الصحف، وبعد العصر ظهر اسم الحمد ضمن الوزراء الجدد الذين أصدر خادم الحرمين الشريفين أوامره الكريمة بتعيينهم في مناصبهم.
قبل 39 عاما، انتظم الطالب فهاد الحمد في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة، وتخرج فيها بعد حصوله على بكالوريوس في الإدارة العامة بالعام 1979، بعدها توجه الحمد إلى الولايات المتحدة الأميركية، ولم يفصل بين تخرجه وحصوله على درجة الماجستير في الإدارة العامة من جامعة نيوهيفن الأميركية سوى خمس سنوات فقط، ليطلق العنان لنفسه بعدها لإكمال عشقه الذي بدأه، وكانت جامعة ولاية نيويورك الحكومية هي محطته التي نال خلالها درجة دكتوراه الفلسفة في الإدارة العامة أيضا، وكان ذلك عام 1988.
البداية العملية للدكتور فهاد الحمد، كانت بتوليه منصب نائب مدير عام معهد الإدارة العامة للبحوث والمعلومات، إذ شغل المنصب لمدة تقترب من السنوات التسع، قبل أن يصدر قرار ملكي بتعيينه عضوا في الشورى لدورتين متتاليتين، قبل أن يتولى منصب مساعد رئيس مجلس الشورى، الذي قضى فيه مدة تتجاوز العامين بقليل، قبل أن يصدر الملك أمرا بتنصيبه وزيرا للاتصالات وتقنية المعلومات.