بيروت: فاطمة حوحو

تقي الدين لـ'الوطن': نصرالله مجرد تابع لولاية الفقيه

أثارت الأخبار المتداولة وسط الشارع اللبناني عن إرسال حزب الله خبراء عسكريين إلى اليمن لمساعدة قوات الحوثيين في مساعيها الرامية لإشاعة الفوضى وسط البلاد، ردود أفعال واسعة، حيث اعتبر العديد من المحللين السياسيين أن هذه الخطوة تأتي في سياق مساعي الحزب لدس أنفه في شؤون الدول الأخرى، وجر المزيد من المشكلات للحكومة اللبنانية بسبب هذا التدخل السافر. حيث أكدت معلومات موثوقة وصول خبراء عسكريين تابعين للحزب إلى العاصمة اليمنية صنعاء وتوجههم إلى محافظة صعدة لدعم الحوثيين، ومنها إلى مأرب والبيضاء، قبيل مواجهات محتملة مع قبائل مأرب.
وقال الكاتب والمحلل السياسي صلاح تقي الدين في تصريحات لـالوطن: بغض النظر عن الأوضاع الداخلية في اليمن، ومن دون الدخول في تفاصيل الحرب الأهلية التي يبدو أن شرارتها قد انطلقت، إلا أن المؤكد وفقاً للمعلومات التي رشحت عن رصد خبراء من الحزب في العاصمة اليمنية صنعاء، هو أن حزب الله لبّى نداء الحوثيين قليلي الخبرة في كيفية إدارة المعارك الداخلية، وهو النطاق الذي تمرّس فيه الحزب في لبنان وسورية والعراق.
ولفت إلى أنه يجب ألا يغيب عن البال، أن الأمين العام للحزب حسن نصر الله، جاهر وفاخر بأنه جندي في جيش ولاية الفقيه، وبالتالي فمن هذا الموقع يبدو أن الأوامر العليا التي تلقّاها من طهران، دفعته إلى الطاعة وإرسال خبرائه لمساعدة الحوثيين، وأضاف: يمكن تلخيص الصورة كالتالي: طهران تسعى للسيطرة على 4 عواصم عربية هي بغداد، دمشق، بيروت وصنعاء، وبالتالي فإن على الحزب أن يكون موجوداً بقوة في هذه العواصم، لأنه أحد الأذرع العسكرية والأمنية لإيران.
وتابع: حزب الله الذي تورّط في أتون الحرب الأهلية السورية لم يستخلص العبرة بعد، رغم أن المعلومات تشير إلى تكبّده أكثر من ألف قتيل في هذه الحرب العبثية التي يشنّها نظام فقد كل مصداقية، ها هو الآن ينتقل إلى صنعاء بعد دمشق وبغداد، ورغم أن هذا التورّط جرّ على لبنان الويلات الكثيرة، وعلى شارعه ومجتمعه الذي عاش كابوس التفجيرات الانتحارية، ورغم أن الأطراف اللبنانية المعارضة لتدخل الحزب في سورية رفعت الصوت عالياً مطالبة إياه بالانسحاب، تجنيباً للبلاد كل هذه الويلات، إلا أن الأوامر الإيرانية تبدو أقوى من كل الأصوات اللبنانية المعارضة.
ولم يستغرب تقي الدين أن يتغاضى الحزب عن كل هذه النداءات، وتابع: حزب الله وقّع على طاولة الحوار الأخيرة التي عقدت برئاسة الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان، وعلى ما عرف بـإعلان بعبدا الذي ينص على نأي لبنان بنفسه عن كل الصراعات الإقليمية، وبعد أن أصبح هذا الإعلان وثيقة عربية ودولية بتبنيه من قبل جامعة الدول العربية والأمم المتحدة، عاد ليلغي هذا الاتفاق قبل أن يجف حبر توقيعه، لأن الأوامر نصّت على استمرار تورّطه في سورية والعراق، والآن في اليمن.
ومضى بالقول: الحزب دخل أو أُدخل في لعبة إقليمية تديرها قوى كبرى، وأصبح واضحاً أنه لا يملك قراره بيده، وهذه المعضلة التي لا يبدو أن الحزب قادر على حلّها والخروج منها في الأفق القريب، سترتد حتماً على الوضع الداخلي بلبنان، في الوقت الذي يفترض أنه يستعد للدخول في حوار مع تيار المستقبل، يهدف بالدرجة الأولى إلى التفاهم على موضوع الفراغ في الرئاسة المستمر منذ مايو الماضي، ومن ثم مناقشة تدخّله في سورية، وكيفية احتواء سلاحه.