فتحت صفحتي على الفيسبوك، طالعتني صورتي محاطة بالورود والزخارف الهندسية مع عبارة كان عاماً رائعاً لأنك كنت فيه!.
ركضت نحو المرآة بسرعة لم أر ملامح وجهي، تحسست تفاصيله لم أجدها في مكانها، قلت لنفسي هذه الرسالة ليست لي بالتأكيد، أكيد أخطأ من أرسلها.
كيف يكون عامي رائعاً أيها الفيسبوك وكل ما يحيط بي يدل على كذب ونفاق ورياء اجتماعي.
تعصب مقيت وصل حتى الرياضة، فساد، تطرف، تشدد، إرهاب، مراكب تغرق ويموت فيها مئات الشباب بعمر الورد، وهم يحلمون بعالم جميل وحياة آمنة خارج أوطانهم بهجرة غير شرعية.
ضحكت طويلاً وأنا أستعرض في دروب ثقافة العالم الافتراضي، وكيف يتوالد فيه أشباه الكتبة كالأرانب؟ وكيف تورمت لديهم الأنا حتى خالوا أنهم كتاب بحق من خلال اللايكات التي يحصلون عليها من المتثائبين على الفيسبوك؟ حتى أنهم يضعون لك اللايك قبل أن تفكر في الكتابة، إنه عصر السرعة، والوقت لديهم ثمين جداً له قيمته وأهميته. اللايك أولاً والقراءة تالياً أو ربما لا قراءة!
التنافر الاجتماعي ورّث الضغائن والحساسيات والأحقاد بين أشباه الكتبة والكتّاب الذين يمتلكون رؤية وفهما حقيقيا للواقع، ويرسمون من خلال كتاباتهم الحلول.
قنوات التنافر الاجتماعي قدمت لنا بدعة أو ظاهرة جديدة باسم صِوّتْ لشخصية عام 2014، على أي أساس لا أدري!.
سرقات أدبية من هنا وهناك، لا يعلمها إلا الله والعم جوجل، ولا يُكتَشف سارقها، لأن ميزة الحياء فرّت من وجهه، كما فرّ رغيف الخبز والأمان في الدول التي حط الربيع العربي رحاله فيها، وأحالها إلى شتاء قارس، أمطاره من دماء الأبرياء.
متى يستيقظ أشباه الكتبة من أضغاث أحلامهم؟ سؤال أضعه برسم الأدعياء التي تكتنز كلماتهم بالأخطاء وحروف العلة والكسر، وأنا واثق أن حروف الجر ستجرهم إلى هامش الحياة لأنهم طحالب تسرق إبداع الآخرين وتشوهه كيلا تظهر سرقاتهم الأدبية والعلمية و......إلخ.