قبل كأس العالم وإيبولا والطائرة الماليزية المختفية، كان الأميركي روبن ويليام أكثر الكلمات بحثا في جوجل لعام 2014 في أنحاء العالم.
روبن، سيد الكوميديا والضحك، لا يمكن الحديث عنه دون التوقف عند المصير الذي انتهت إليه حياته. مرض عصبي نادر، فاكتئاب لعين ومدمر، وأخيرا انتحار صادم.
هل صحيح ما يردده الجميع دوما، أن أكثر الناس قدرة على إضحاك الآخرين هو أكثرهم بؤسا وتعاسة في داخله؟
في عام 2002 قدم مع آل باتشينو فيلم الأرق. الفيلم لم يكن كوميديا، بل عن كاتب منطوٍ وغريب يلاحقه رجل أمن للاشتباه في جريمة قتل.
في تفاقم الضوء الدائم والأرق قد يفقد المرء توازنه، قد يتحول الخير إلى شر في لحظة، قد ينقلب الصراع وتتغير الأدوار، يلتقي الخير والشر وينخرطان معا في الجريمة تحت جبروت الإجهاد والأرق والضعف الإنساني وما يحتله من الريبة.
رجل فيلم الأرق روبن ويليام فيما يبدو كانت هذه الكآبة هي حقيقة عالمه الداخلي، كإنسان يضحك كثيرا، ويتلوّى كثيرا، وأخيرا وفي ليلة تعسة حاول قطع شريانه لكنه لم ينجح، ربط أكثر من حزام ببعضها، ولفها حول عنقه، وشنق نفسه على باب خزانة ملابسه.
كل الضحكات التي أطلقها في العالم وللعالم لم تحل بينه وبين هذه النهاية الفظيعة.
أجل هو هذا الذي قال: افعل كل ما تحب، والظروف ستتهيأ من تلقاء نفسها. روبن ويليام سيد الأرق.. رجل جوجل الأول.
http://youtu.be/d1_mETVsCac