لم يعد باستطاعة الأذن البشرية التفريق بين الإسلامي وغيره في الغناء رغم أن الإسلامي كان يسمى 'إنشادا'. وربما كان ذلك لتفريقه عن الغناء بالمعازف؛ إلا أنهما ـ اليوم ـ في 'الهوا سوا'، فكلاهما بمعازف أو يحتوي

لم يعد باستطاعة الأذن البشرية التفريق بين الإسلامي وغيره في الغناء رغم أن الإسلامي كان يسمى إنشادا. وربما كان ذلك لتفريقه عن الغناء بالمعازف؛ إلا أنهما ـ اليوم ـ في الهوا سوا، فكلاهما بمعازف أو يحتوي على عزف حتى ولو لم يكن من المعازف التي ترافق الغناء غير الإسلامي؛ إلا أن الأصوات متشابهة..!
وبغض النظر عن المعازف؛ المحرم منها والجائز وما بينهما من المختلف فيه.. وبغض النظر عن المعازف وأصواتها أيا كانت، وبعيدا عن اللحن الذي بدأ يتشابه إلى حد التقليد.. وبعيدا عن الأداء والحضور، وبعيدا عن لوك الفنان سواء كان إسلاميا أو غير ذلك، وبعيدا عن التشارك بين فناني الطرفين في اللحن والأداء، فذلك المغني ينشد إسلاميا كما يصرح بعضهم، وذاك المنشد يستعين بالمغني للتلحين والاستشارة..!
وبعيدا جدا.. وصولا إلى كلمات الطرفين شعرا ونثرا؛ لا بد من القول إن الإنشاد الإسلامي أشمل في الموضوعات التي يتطرق لها، حين كان بعيدا عن الغناء، فكان إضافة إلى الوعظ والتوجيه ينتج نصوصا وجدانية وأخرى عاطفية، وثالثة حماسية، ويتغنى بالحب، ويهتم بالشأن المحلي والاجتماعي، ويغرد حبا في الوطن وينطلق إلى الأممية، بينما كان وما زال (الكثير) من الغناء لا يتحدث سوى في الحب والخيانة فقط..!
فإن كان الإنشاد الإسلامي استعار من الغناء المعازف أو أصواتها، فلما لا يقترض الغناء من الإنشاد اهتماماته ومواضيعه التي تحتوي كل شيء يهم الإنسان إلا الخيانة.
ليس الصوت الجميل وحده الذي يصنع جمهورا؛ ولا أظن أحدا يشك أن للإنشاد جمهورا كبيرا؛ وإلا لماذا دخل الفنان محمد عبده وخالد عبدالرحمن ومحمد السلمان ساحة الإنشاد وتخلوا عن آلاتهم الموسيقية التي رافقتهم سنوات طوال؟.