عكرمة: تهدئة الوضع تتطلب حل أسباب الأزمة
حذر فلسطينيون في مدينة القدس من إمكانية تطور الأوضاع إلى مرحلة الانفجار، ما لم تبادر الحكومة الإسرائيلية إلى وقف اعتداءاتها ضد أكثر من 300 ألف فلسطيني يعيشون في المدينة. وطالبوا حكومة نتنياهو بالتوقف عن السير في خط التصعيد والعمل على إعادة الهدوء.
وقال مسؤول ملف القدس في حركة فتح، حاتم عبدالقادر، المقدسيون لم يعودوا يطيقون صبراً على ما يتعرضون له من قتل وتنكيل، وحرق وشنق، وقتل بالرصاص، وانتهاك للمقدسات، ولأعراض النساء، وهدم البيوت ومصادرة الأراضي. فإذا كان رهيباً وأيضا مفزعاً أن يتحول كل مقدسي إلى قنبلة موقوتة، فالمفزع أكثر ألا يجد المقدسي بديلاً لهذا الوضع، فالاحتلال لم يضع خيارات أمام المقدسيين إلا تحويلهم إلى قنابل موقوتة. وأضاف ما يجري في القدس يفوق كل التصورات، ويفوق احتمال البشر على الصمود، هناك انتهاكات وتصرفات عنصرية وحشية، وهناك جرائم ترتكب بحق المقدسيين، وبالتالي لا يمكن أن يطلب منهم أن يقفوا مكتوفي الأيدي، فهم يدافعون عن أنفسهم وعن وجودهم وعن مقدساتهم، وهذا حق شرعي لهم.
من جانبه، قال رئيس الهيئة الإسلامية العليا، الشيخ عكرمة صبري السلطات تطالب الفلسطينيين دوماً بالتهدئة في مدينة القدس، فهل أزالت أسباب التوتر؟ لأن هذه الأسباب ما دامت قائمة لن يتحقق هذا الموضوع الذي يطالبون به، لكن هذه الحكومة تهدف فقط للضغط على المقدسيين ومطالبتهم بالاستسلام والخضوع لما يحصل في القدس بشكل عام، والمسجد الأقصى بشكل خاص.
وأضاف صبري في مؤتمر صحفي عقد في القدس أمس كما هو معلوم فإن الضغط يولد الانفجار، فقد انفجر أهل القدس لكرامتهم وللمطالبة بحقوقهم، والحفاظ على المسجد الأقصى المبارك، وقد أخاف هذا الانفجار أميركا فتدخلت من أجل التهدئة، لكنها للأسف لم تعالج أسباب هذا التوتر. ونحن نعلن للعالم أجمع أن أسباب التوتر لا تزال قائمة، ومن يريد التهدئة الحقيقية عليه أن يزيل أسباب الأزمة التي تسبب فيها الاحتلال. أما أن يغض الطرف عن هذه الأسباب ويضغط على شعبنا ليهدأ فإن هذا أمر مخالف للإنسانية وللواقع والأعراف الدولية.
واختتم بقوله الوضع الحالي يطيل أمد الأزمة، لأن زيادة القوات العسكرية وحمل المستوطنين للسلاح يزيد الأمور تفاقماً وخطراً على خطر، وعليه نريد من العالم أن يفيق من سباته.وبدورها قالت الناشطة السياسية هنادي الحلواني نطالب المجتمع الدولي بوقف غطرسة هذا الاحتلال، وأن يوقف غطرسته والاعتداءات المستمرة على نساء الأقصى وحرائره، والزج بهن في السجون والاعتقال، سواء بسواء كالرجال، وعدم المساس بحقنا الأساسي والطبيعي في الوجود والدخول إلى المسجد الأقصى والصلاة فيه والعبادة فيه، فهذا أقل الحقوق التي نطالب بها.وتأتي هذه التحذيرات في وقت صعدت فيه الحكومة الإسرائيلية من اعتداءاتها على المقدسيين، وذلك بإبلاغ عائلات مقدسية بهدم منازلها بحجة تنفيذ أبناء لها عمليات ضد أهداف إسرائيلية. وما زالت ترفض تسليم عائلة أبو جمل جثماني ابنيها غسان وعدي اللذين نفذا الهجوم على إسرائيليين في كنيس قبل أيام.