الرياض: محمد الدعفيس

اختناقات في مواقف الملعب.. والجمهور يحضر شوطا واحدا

ألجم الهدف الذي سجله نجم المنتخب السعودي نواف العابد في الدقيقة 29 من مباراة أمس في مرمى اليمن في الجولة الثالثة من مباريات المجموعة الأولى لدورة كأس الخليج العربي المقامة في الرياض حتى 26 نوفمبر الحالي، والذي بلغت سرعته 93 كلم أكثر من 20 ألف متفرج يمني لاذوا بالصمت وهم يتلقون صدمة انفجار الكرة في أقصى الزاوية اليسرى لحارس مرماهم.
قبل الهدف بنحو ساعة ونصف الساعة كان الطريق نحو ملعب الملك فهد الدولي في الرياض يختنق حينا وينفرج أخرى غاصا بالسيارات المتوجهة نحو الملعب.وقبل نحو ربع الساعة من صافرة البداية التي أطلقها حكم الساحة السلوفيني دامير سكومينا كان الاختناق يبلغ ذروته في طريق الشيخ جابر الصباح المتفرع من طريق خريص أحد أهم شرايين العاصمة، ويمتلئ كذلك بالضجيج والهتافات التي كانت تصل من بعيد مشيرة إلى أن حدثا كبيرا تدور رحاه قريبا في خيمة الملعب التي كانت تغص شيئا فشيئا بالجمهور.احتلت السيارات الأرصفة والممرات بعدما ضاقت بها المواقف، وكان الجمهور ما يزال يتدفق زرافات ووحدانا ليملأ البقية الباقية من مدرجات الملعب الذي تفوق سعته الـ60 ألف مقعد.كان اليمنيون قد سبقوا السعوديين لاحتلال مواقعهم في المدرجات، لكنهم على غير عادتهم بدوا صامتين إلى حد ما مع مضي الدقائق العشر الأولى من المواجهة، في ظل زخم هجومي سعودي بدا قويا وصاخبا، فيما كانت أهازيج أنصار الأخضر تتعالى منتظمة تقطعها صيحات يمنية كانت تهدر أحيانا كلما امتلك لاعب يمني الكرة.وواصلت شرايين بوابات المدرجات الواقعة تحت ساعة الملعب وعلى يسار المنصة الرئيسة نزفها نحو الداخل حتى بعد مضي نصف الساعة الأول، حيث واصل الجمهور تدفقه، وحضر بعضه شوطا واحدا فقط من المباراة، خصوصا أولئك الذين اضطروا لترك سياراتهم في أماكن بعيدة ضمانا لإيجاد مواقف لها، وفضلوا مواصلة السير على الأقدام باتجاه الملعب الذي كانت أنواره تتلألأ من بعيد.وصفق اليمنيون كثيرا لحارس مرماهم محمد عياش، وهتفوا له بالتحية كلما التقط كرة سعودية، وما أكثر الكرات السعودية التي تعامل معها وعطلها، ورفض كثير منهم أن يجلسوا إلى مقاعدهم، وفضلوا المتابعة واقفين بعدما منعهم التوتر من الجلوس، لكن هدف العابد أسكتهم لفترة.
من جانبهم تكتل مصورو الصحف والمواقع الإلكترونية الفوتوجرافيين خلف المرمى اليمني، فقد توقعوا صائبين أنه سيكون أكثر عرضة للهجمات، وهو ما بدا جليا منذ البداية، فيما اختارت قلة منهم البقاء قريبا من مرمى وليد عبدالله، لكن المؤكد أن أغلبهم لم ينجح في الإمساك بلقطة مرضية خصوصا مع ندرة الهجمات اليمنية المرتدة التي كان أخطرها تلك التي أنهاها عبدالواسع المطري بتسديدة هائلة جاورت المرمى السعودي في الدقيقة 22.