عبدالعزيز سليمان

قبل البدء في الحديث عن موضوع المضارب وفِكره، لا بد وأن نتطرق إلى مفهوم المضارب ومفهوم الفِكر؛ فالمضارب بشكل مبسط هو الشخص الذي يقوم بعملية المتاجرة مع تحمله مخاطر عالية لتحقيق أرباح مرتفعة في فترات زمنية قصيرة، وأما الفكر فهو أن يقوم الإنسان بإعمال عقله بما فيه من قدرات وملكات مع الاستعانة بمعلومات ومعطيات معينة متوافرة لديه؛ ليتوصل في النهاية إلى حل مشكلة معينة، أو تأسيس نظرية معينة، أو تحديد وتفسير علاقة معينة بين شيئين أو أكثر.
ويتضح لنا من هذه المفاهيم كيف أن المضارب يستطيع اتخاذ قراره السريع بناء على معطيات لديه في مجال معين عن طريق التفكير في مدى إيجابية هذا القرار، مع الترجيح واحتمالية وقوع الربح أو الخسارة من جراء هذا القرار، فالمضارب يحكمه عامل الوقت بشكل أساس فيجب عليه أن يتخذ قراره في فتره زمنية قصيرة؛ من أجل انتهازه للفرص المتاحة له، واستغلالها لتوظيفها لصالحه، مع أنه يجب عليه تحمل التبعات المخاطر من اتخاذه لهذا القرار سواء كان ربحا أو خسارة، فالذي يهتم به المضارب تحقيق الأرباح خلال فترة زمنية قصيرة بعكس المستثمر، فالمستثمر يحقق أرباحه بعد فترة تعدّ أطول من فترة المضارب وبمخاطرة أقل.
ومن هنا تأتي أهمية الفِكر للمضارب فيجب عليه توظيف ذهنه في وضع أهدافه واتخاذ القرار الصحيح وفقا للطرق والأساليب المتاحة للوصول إلى النتائج التي توقعها، فالمضارب الناجح يهمه أخذ الكعكة بالكامل بعكس غيره الذي يريد جزءا منها.
أختم بهذه التساؤلات التي تتبادر إلى الأذهان. هل الفِكر بمفهومه الواسع ضروري للمضارب؟ أم أن المضارب يعتمد في اتخاذ قراره على مبدأ الصدفة؟، وهل الفِكر بالنسبة للمضارب يأتي عن طريق خبرته؟ أم عن طريق دراسته لمجاله الذي يضارب فيه؟