لطالما احتضنت المطارات أرقى الصور الإنسانية لمظاهر التلاقي والاشتياق بين الأحباب، قد يجدها الرائي في وجدانه مصدرا للبهجة والحياة، ولكن ما حدث في مطار الرياض كان من أحد الصور لسوء المنقلب وكآبة المنظر، وهذا في خبر صادم كان يتحدث عن رومانسية مواطنة مع زوجها بمطار الرياض تتسبب في طلاقها، برغم تحذير الزوج لها في أكثر من مرة بقوله فكيني يا مرة، لكن عاطفتها فيما يبدو طغت على تصرفاتها معه، فقرر هو أن يفكها ويطلقها بتصرف مشين وغير مسؤول.
هناك وقفات عدة يمكن تناولها في هذا الشأن، وأولها أن البعض من النساء تجهل السيكولوجية التي يتصرف من خلالها الإنسان وخصوصا في تعاملهن مع أزواجهن أو العكس، ومن تصور علم النفس، فإن التدليل يأتي بمثابة إشباع حاجة لكن الإفراط في هذا الفعل يفوق عن الحاجة لدى الآخر، ويصل إلى مرحلة الملل والتذمر، وقد وصل هذا إلى حد الطلاق كما فعل صاحبنا، بالمقابل فإن هذا الإفراط في تعامل المرأة ينعكس عن حاجتها الماسة للشيء الذي تعطيه، فهي تعطي لتأخذ، وهذه الموازنة يفشل الكثير من الأزواج في الحفاظ على استقرارها.
الوقفة الأخرى، وهي السبب الرئيس في حادثة الطلاق، إن هذه السيدة بالغت في استجداء الاهتمام من زوجها، فأعطته ولم تجد حتى أفرطت، وهذا على مشهد اجتماعي عام لا يتقبل بعض أشكال التعاطف بين الناس، فكيف إذا كانت بين رجل وامرأة، فضلا على أن البنية النفسية لدى معظم الرجال تبنى في أصل التنشئة على أن المعايير المنتجة للرجولة يفترض ألا تتخللها العواطف، بل إن المجتمع يحدد هذه التعاملات ويتشدد فيها ويعتبر تجاوزها مثيرا للعشوائية وخدشا للذوق العام.
نحن بحاجة إلى دراسة السلوك الإنساني في مجتمعنا واكتشاف أوجه الخلل فيه، والأسباب التي توصل الأفراد بسبب سوء التنشئة إلى هذا الحد من الجفاف والتصحر، وبالتالي إيجاد السبل لتقويم هذا السلوك الاجتماعي والذي يعيد التوازن إلى العلاقات بين النساء والرجال، ويعيد الإنسان إلى قيمه الحقيقية.