أقترح تحسين حافلات نقل المعلمات للقرى والمراكز والهجر النائية، ووفق أسلوب المركبة ذات العدد المحدود ما بين 9 إلى 13 معلمة، وتطبيق شروط السلامة على هذه المركبات

تضج الصحافة الورقية والإلكترونية بالحوادث ليلاً ونهارا لتنقل معاناة المعلمات على مر 30 عاماً مضت، خاصة بعد انتشار التعليم في الهجر والمراكز الذي تشكر الدولة عليه، وتنقل معاناة معلمي المناطق النائية، وتبرز نجاحات خطط التربية والتعليم لمشوار النقل المدرسي الذي يحرص عليه أولياء الأمور في كل مناطق المملكة وأرباب الأسر التعليمية. فإذا كانت هذه هي مواضيع الناس خلال الفترة الماضية فإنني أبارك الخطوات الجميلة التي بدأتها وزارة التربية والتعليم لتأهيل المعلمات في الأماكن النائية، بل حتى على مستوى المعلمين، فالجهود مبذولة لإراحة كل معلم ومعلمة حتى يتكئ على أريكة مريحة بعد عناء فصل دراسي كامل يُجهدُ فيه نفسه مع الطلبة، أو المعلمة مع طالباتها. هكذا قرأت عنه إذ فيه بشرى لمعلمي المناطق النائية وأن الوزارة خصصت ثلاثة أيام تجدول تحَّركات المعلمات في أضيق الحدود حتى لا تكون المعلمة صديقة الطريق منذ صلاة الفجر حتى صلاة المغرب يوميا، ولهذا التوجه أثره الذي سيريح الأسرة التعليمية ومن وافق على بدل النائي، لأن بعضهم هو مَن وقع على العمل هناك بطبيعة التعّيين ثم يبدأ بالتذمر والتأفف، وعلى كل لعَّل هذه الخطوة إحدى علاجات البعد عن الأبناء وتخفيف ساعات الغياب عن الأسرة بالنسبة للمعلمات اللاتي سيفرحن بالتأكيد بهذه الخطوة.
ومع هذا أقول إن الموضوع سبق أن تناوله أكثر من كاتب رأي لكن لا يمنع الأمر أن أقدم مقترحي عله يضيف حلا للبقية من المعلمين والمعلمات. هذا التوجه هو الإصرار على تحسين حافلات النقل الجماعية للقرى والمراكز والهجر النائية جماعيا ووفق أسلوب المركبة ذات العدد المحدود ما بين 9 إلى 13 معلمة وتطبيق شروط السلامة على هذه المركبات، ويتفق مع السائقين العقلاء ذوي الخبرة والمهنية على ألا يكونوا من العمالة التي جاءت بعقود غير مهيأة للقيادة، فهؤلاء بالتأكيد يحتاجون إلى عناء بحث وتحرٍّ.
المقترح الثاني الذي سبق أيضا أن أعلنت عنه الوزارة للتخفيف من معاناة المعلمات هو (لجنة أصحاب الاحتياجات والظروف الخاصة والأمراض) وما نصت عليه تلك الأنظمة التي حلت بعض الإشكالات، لكن لديها شروط تعجيزية وأحياناً لا يتعاون معها المواطن بصدق المعلومة، هذا بالتأكيد يحتاج إلى مراجعة الشروط وتفعيل اللجنة بكل أمانة وشفافية وإيضاح نوع الظروف. فهناك معلمات يقطنّ في قرى على أطراف النفود وفي مراكز هجر بعيدة عن المناطق التعليمية الرئيسية وهن بحاجة إلى نظرة جادة في تطبيق بعض الشروط التي لم يقمن بتحقيقها، بينما أحياناً يتوافر أحد هذه الشروط التي تجبُرنا للوقوف مع تلك المعلمة أو ذلك المعلم. وإن كنت أريد تفعيل برنامج جمع الزوجين في منطقة شرط توفر الاحتياج إن كان هذا الأمر من حلول الوزارة. ومن الأمور التي أتطلع كغيري إلى تحقيقها في برنامج (معالجة ظروف المعلمات في المناطق النائية) هو توفير المدارس بناء على النسبة السكانية لا على وجود مركز إمارة أو مقر بلدية وقربها وبعدها عن المركز الحضري الرئيسي.
نعم أريد التأكيد أن تخطيط بناء المدارس يجب أن تشترك فيه التربية والتعليم مع مصلحة الإحصاءات العامة أو وزارة التخطيط بشكل مباشر، حتى توفر المعلمين الأكفاء بدرجة عالية في المراكز والمناطق ذات الكثافة السكانية، وهذا يجرنا إلى: أين ومتى تبنى المدارس؟! إنني وأنا أتحدث عن حلول تقليل الحوادث على الطرق التي تسلكها المعلمات أطالب في الوقت نفسه أمانات المناطق والبلديات أن يراجعوا خارطة الطرق التي تسلكها بناتنا المعلمات وتوفير قواعد ونظم السلامة في كل مركز أو هجرة وعلى الطرق التي تسلكها قاطرات وحافلات بناتنا، فإذا حققنا هذه الأمور فإنها بلا شك ستسهم في تخفيض نسبة الحوادث بإذن الله، وإلا فإن القضاء والقدر نافذ. وهمسة أخيرة للجان اختيار السائقين بالوزارة أن يراعوا ضبط وجود المحرم أو كبير السن والقدرة العقلية ورحابة الصدر وتعاون الجميع لما فيه راحة نفسية للمعلمات، خصوصاً تلك التي تقطع مسافات ما بين 100 و150 كيلومترا تزيد أو تنقص.. ومراجعتها بشكل دوري من قبل أصحاب القرار الذين يحرصون على راحة المواطنين، وحرصهم بالدرجة الأولى على أصحاب المناطق النائية حتى يخف سيل الحوادث التي قضاها وقدرها الله. والحمد لله على ذلك ورحم الله بناتنا ومعلماتنا وعوض أهاليهن خيرا.